تمتد العلاقات المغربية التركية لعدة قرون، إذ يعود تاريخها إلى عصر الإمبراطورية العثمانية التي امتد نفوذ حكمها إلى بلاد المغرب العربي باستثناء المغرب، وتعززت بفضل القواسم المشتركة والروابط الدينية والثقافية الاسلامية، والتي كانت عامل وحدة وتعاون لمواجهة التهديدات الإسبانية والبرتغالية وغيرها الطامحة للسيطرة والتحكم في طرق وممرات التجارة العالمية وقت إذن.
وساهمت العلاقات التاريخية والتعاون العسكري المغربي التركي في حماية وصيانة الغرب الإسلامي من أطماع القوى المسيحية الغازية.
ويشهد الأرشيف العثماني على عراقة العلاقات المغربية التركية،
مما يغري الباحثين على التعمق والاستكشاف والبحث.
الوجود التركي في المغرب
يعيش عدد كبير من المواطنين الأتراك في المملكة المغربية بشكل طبيعي يمارسون عدة انشطة منها ما هو تجاري أو كأرباب شراكات وأعمال، ومنهم من ارتبط بعلاقات زواج مع مواطنات ومواطنين مغاربة.
وفيما يخص الجانب الرسمي، توجد في المغرب مصالح تركية عدة كالسفارة والقنصلية وما يرتبط بهما من إدارات كالبعثات الثقافية وبعثات التعاون إضافة لمكتبين للتعاون التجاري بكل من الرباط والدار البيضاء.
الوجود المغربي في تركيا
تقيم في تركيا بشكل قانوني، جالية مغربية كبيرة ، وتعد فئة الطلاب المغاربة في الجامعات التركية والعائلات المتكونة من زواج مختلط تركي مغربي الأكبر، إضافة الى العديد من رجال الأعمال والشركاء التجاريين المغاربة في تركيا.
العلاقات التركية المغربية حاليا
تتميز العلاقات التركية المغربية في الوقت الراهن بالتفاهم والتقارب الاستراتيجي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية…… ولا أدل على ذلك من كون تركيا من البلدان التي تجمعها بالمغرب اتفاق للتبادل التجاري الحر.
ووعيا بالمتغيرات الدولية والإقليمية التي تشهدها العلاقات الديبلوماسية العالمية، عمدت المملكة المغربية والجمهورية التركية إلى تعزيز أواصر الثقة والتعاون عبر توطيد العلاقات في المجال العسكري ، واستفاد الجيش الملكي المغربي من تطور الصناعة الدفاعية التركية من خلال طائرات الدوران الذائعة الصيت عالميا، وكذا في عدد من المجالات الصناعية والتجارية ،وفي ذات الاطار تستهوي المنتجات المغربية عددا من التجار الاتراك، كما يعتبر المغرب بلدا جذابا للشركات والمستثمرين لهم.
الاستثمارات التركية في المغرب
يقدر عدد الشركات التركية العاملة في المملكة المغربية بأكثر من 160 شركة، تنشط في مجالات متنوعة من أهمها، قطاع النسيج والألبسة والصناعات الغذائية والأثاث وقطاع غيار السيارات والمقاولات، توفر أزيد من 12 ألف منصب شغل مباشر مما يجعل من تركيا احد أهم الدول المساهمة في الاستثمار داخل المغرب.
الاستثمارات المغربية في تركيا
تعتبر قطاعات التجارة والعقارات واستيراد المواد الغذائية والأثاث والملابس والأجهزة الكهربائية ولوازم المطبخ وغيرها، اكثر المجالات التي يستثمر فيها مغاربة تركيا.
ويحرص المغاربة على شراء العقارات في التركية بهدف التمتع بامتيازات كالحصول على الإقامة القانونية والجنسية التركية، والتي يشترط القانون للحصول عليها شراء عقار داخل تركيا بقيمة لا تقل عن 400 ألف دولار أمريكي.
كما يستقطب قطاع السياحة التركي، أحد الوجهات الرئيسية لسائح المغربي، عدد من المستثمرين المغاربة في تركيا.
الصادرات التركية للمغرب
يستورد المغرب من تركيا المنتجات الغذائية والملابس، والأسمنت والصلب والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى الصناعات الدفاعية وغيرها من المواد الأخرى.
الصادرات المغربية لتركيا
تستورد تركيا من المغرب العديد من المواد الخام مثل المعادن كالنحاس والفوسفات وزيت و دقيق السمك والزنك والرصاص، بالإضافة إلى الذهب الخام والمواد الأولية المتعلقة بصناعة المجوهرات.
أي مستقبل للعلاقات التركية المغربية؟
يُصنف الخبراء السياسيين العلاقات التركية المغربية بأنها علاقات متطورة بشكل مطرد ومتواصل ومستقر، ويتوقع في ظل هذا التطور أن تتحول على المدى البعيد الى علاقات شراكة استراتيجية.
ويستقى هذا التوقع تنبؤاته من مراحل التفاهم والتعاون ومن طبيعة السياسة ذات البعد الاستراتيجي التي ينهجها كلا البلدين والمتسمة بالديبلوماسية والسلمية والعقلانية وتنويع الشركات وتوطيدها. وأيضا من خلال تطور اتفاقيات وبروتوكولات التعاون والتفاهم الموقعة بين الطرفين، إضافة إلى طبيعة تنوع اقتصاد البلدين والمنتجات والخدمات والفرص المتبادلة بين الشركاء التجاريين بين البلدين.
دون اغفال دور التناغم والانسجام السياسي وتقارب وجهات النظر بخصوص القضايا الدولية والإقليمية بين البلدين.
يونس ايت الحاج : مختص في العلاقات التركية المغربية
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )