لأول مرة في التاريخ: هجرة سرية في علم الجميع”، عبارة كتبها مدوّن مغربي ساخراً من الحملة الرقمية التي تم تداولها قبل أيام في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن تحريضاً صريحاً على تنفيذ عملية هجرة غير مشروعة جماعية إلى مدينة سبتة المحتلة سباحة.
شهدت الطريق الساحلية الرابطة بين طنجة والفنيدق، عشية السبت 14 شتنبر ، مشهداً متكرراً لكنه مثير للقلق، حيث تزاحم مئات الشباب المغاربة في محاولة للهجرة نحو سبتة. هؤلاء الشباب، الذين قدموا من مختلف المدن المغربية، ساروا مشياً على الأقدام متجهين نحو الفنيدق، متحدين جميع العقبات والمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل وراء الحدود.
ومع تقدم المهاجرين على الطريق، انتشرت السلطات المغربية بشكل مكثف على طول الطريق الساحلية. تمركزت القوات العسكرية والقوات المساعدة وحرس السواحل بالإضافة إلى سدود الدرك الملكي في نقاط استراتيجية بهدف احتواء الوضع ومنع المزيد من التدفق. تعكس هذه التحركات أزمة مستمرة تزداد حدة كل عام، حيث تتزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى أوروبا بأي ثمن.
أفادت وسائل الإعلام المغربية خلال الأيام الأربعة الأخيرة بأنه تم ترحيل مئات القاصرين والراغبين في الهجرة إلى سبتة المحتلة. وفي يوم السبت وحده، تم ترحيل 600 شخص بواسطة حافلات إلى مدن مغربية مختلفة، مثل بني ملال وبنجرير وخنيفرة. كما جرى توقيف عدد من الشباب والقاصرين في مدينة الفنيدق، ليُرحلوا إلى مناطق بعيدة عن المنطقة الحدودية في محاولة لمنعهم من الانخراط في هذه المحاولة الخطيرة للهجرة.
وفي ظل هذا الوضع، تعيش مدينة الفنيدق حالة من الترقب الحذر، حيث تشهد استعدادات أمنية مكثفة لمواجهة أي محاولات جديدة للهجرة. المدينة تحت مراقبة مشددة، ودوريات أمنية تقوم بتمشيط الشوارع والأزقة بحثاً عن المرشحين المحتملين للهجرة.
“مقاطع الفيديو تحفز القاصرين على الهجرة: “الحلم الذي لا يتحقق يصبح كابوساً”
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تداولاً متزايداً لمقاطع فيديو موجهة إلى القاصرين المغاربة، حيث تخلط هذه المقاطع بين “السم والعسل”، وفق تعليقات العديد من المتابعين. تروّج هذه المقاطع لفكرة أن بلوغ سن الرشد يزيد من تعقيدات الوضع الاجتماعي للشباب، مشيرة إلى أن القانون يتعامل مع القاصرين بتسامح نسبي، حيث يتم إدماجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتقديم الحماية لهم.
هذه المقاطع تنشر رسائل مفادها أن سن الثامنة عشرة يمثل “العد التنازلي” لهروب الشباب من واقعهم الصعب، معلنة نهاية أحلامهم في الهروب إلى ما يوصف “بالجنة المفقودة”. وفي ظل هذا الفكر، يلجأ العديد من القاصرين إلى المغامرة برمي أنفسهم في البحر، في رحلات غالباً ما تنتهي بالموت، أو في أحسن الأحوال، بمطاردة من قبل السلطات المغربية، والعودة مرة أخرى إلى المغرب بحلم محطم وآمال خائبة
رصدت “مغربنا 24” عدة صفحات على منصة إنستغرام، حيث كان معظم متابعيها من القاصرين الذين تشبّعوا بفكرة “حلم الهجرة”. وتضمنت التعليقات على مقاطع توثق رحلات الهجرة السرية عبر السباحة عبارات مثل: “أنتم اللاحقون ونحن السابقون”، و**”غامر أو غادر”، و“الحلم الذي لا يتحقق يصبح كابوساً”. هذه الجمل تعكس ظاهرة أصبحت تقض مضاجع الأهالي وتكشف عن واقع معيش يحاصر هؤلاء القاصرين بـالتهميش** والبطالة.
تشير العديد من التعليقات إلى ما وصفه المعلقون “بالوضعية المريرة” التي يعيشها هؤلاء الشباب. فهم يشعرون بأن حياتهم محاصرة، مما يدفعهم نحو هذه المحاولات اليائسة للهجرة، ساعين وراء حلم الهروب من واقعهم القاسي، حتى وإن كان ذلك على حساب المخاطرة بحياتهم.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )