أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، اليوم الاثنين، أن الشرطة ألقت القبض على 216 شخصًا يشتبه في انتمائهم لتنظيم (داعش)، وذلك خلال عملية أمنية واسعة شملت عدة ولايات في البلاد. تأتي هذه الخطوة كجزء من حملة أمنية مستمرة تهدف إلى مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات التي يشكلها التنظيم على الأمن الداخلي في تركيا.
وأوضح يرلي كايا، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، أن العملية الأمنية جرت في 45 مدينة، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، مشيرًا إلى أن “المشتبه بهم شاركوا بنشاط في عمليات داعش في الماضي ويواجهون تحقيقًا بتهمة تمويل الجماعة الإرهابية“. وأضاف أن هذه العملية جاءت كجزء من إجراءات وقائية تهدف إلى الحد من أي أنشطة إرهابية محتملة من قبل أعضاء التنظيم، الذين يسعون إلى استهداف مصالح البلاد وتهديد حياة المدنيين.
خلفية الحملة الأمنية التركية ضد (داعش)
تأتي هذه العملية في ظل جهود مكثفة من قبل السلطات التركية لتأمين حدود البلاد ومنع تدفق المقاتلين والأسلحة عبر المناطق الحدودية. وتعمل تركيا منذ سنوات على ملاحقة شبكات داعش داخل أراضيها، حيث تمكنت من إلقاء القبض على عدد كبير من الأفراد المرتبطين بالتنظيم من خلال سلسلة من العمليات الأمنية التي شملت مختلف المدن التركية. وسبق أن أعلنت السلطات التركية عن اعتقال أكثر من 3600 شخص يشتبه في ارتباطهم بـ(داعش) منذ يونيو 2023، في خطوة تؤكد التزامها بمحاربة الإرهاب والحفاظ على أمن البلاد.
التهديدات الإرهابية في تركيا وتأثيرها
تعرضت تركيا خلال السنوات الماضية لعدد من الهجمات الإرهابية التي أعلن (داعش) مسؤوليته عنها، منها هجوم ملهى ليلي في إسطنبول عام 2017، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص. وتعتبر تركيا هدفًا رئيسيًا للتنظيم نظرًا لموقعها الاستراتيجي وقربها من مناطق النزاع في سوريا والعراق، حيث تمكن التنظيم من استقطاب بعض الأفراد واستغلال الوضع الأمني المعقد للقيام بعملياتهم الإرهابية داخل البلاد.
أهمية الجهود التركية في مكافحة الإرهاب دوليًا
ويشير خبراء في الشؤون الأمنية إلى أن جهود تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك (داعش)، تساهم بشكل كبير في حماية الأمن الإقليمي والدولي، حيث تعد تركيا دولة عبور رئيسية للأفراد الذين يحاولون الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق. وتلقت تركيا دعمًا من التحالف الدولي ضد (داعش) لتعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية للحد من أنشطة التنظيم داخل المنطقة.
التحقيقات والاتهامات الموجهة للمشتبه بهم
بحسب وزارة الداخلية التركية، فإن المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم يُعتقد أنهم شاركوا في أنشطة تمويل ودعم لوجستي للتنظيم، ما يزيد من خطورة الأدوار التي كانوا يقومون بها داخل الشبكات المرتبطة بداعش. وتعمل السلطات التركية على التحقيق في أصول الأموال المستخدمة لتمويل التنظيم، وتحديد الجهات التي تقف خلف هذه العمليات المالية، لضمان تفكيك الشبكات الداعمة له بالكامل.
في الختام، يبرز اعتقال هذا العدد الكبير من الأفراد المشتبه فيهم مدى التحديات الأمنية التي تواجهها تركيا في مكافحة الإرهاب. كما تظل السلطات التركية ملتزمة بتكثيف جهودها من أجل إحباط أي مخططات إرهابية جديدة قد تهدد سلامة البلاد وسكانها.
تركيا
إقرأ أيضا…
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )