المغرب ومكتب الأمم المتحدة : التزام مشترك لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في إفريقيا

اختتم المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب أشغال أول حوار استراتيجي رفيع المستوى، امس الخميس بنيويورك، باتخاذ إجراءات ملموسة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في إفريقيا.

ومكن هذا الحوار من تجديد التأكيد على الالتزامات المتبادلة بين الجانبين، وتحديد الأولويات الاستراتيجية برسم السنوات المقبلة.

واتفق المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على إضفاء الطابع المؤسساتي على هذا الحوار الاستراتيجي السنوي، مما يتيح التتبع المنتظم للمبادرات المشتركة والتقييم المستمر لاحتياجات الدول الإفريقية في المجال الأمني. ويعكس هذا القرار الأهمية التي يوليها الجانبان للتعاون على المدى الطويل من أجل الاستقرار الإقليمي.

كما سلطت المناقشات الضوء على الدور المحوري لمكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرباط، والذي سيواصل تقديم تكوينات متخصصة لقوات الأمن الإفريقية، بفضل دعم متعدد الأبعاد يقدمه المغرب للمكتب. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لأثر هذا المكتب على بناء القدرات في إفريقيا والتزما بتوسيع نطاق عمله.

كما أسفر الحوار عن الاتفاق على تنظيم مؤتمرين رئيسيين: يركز الأول على الأمن البحري ومكافحة الإرهاب على طول الساحل الأطلسي الإفريقي، والمقرر عقده في دجنبر 2024. ويندرج هذا الحدث في إطار مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، وهي مبادرة ذات رؤية استشرافية أطلقها المغرب لتوطيد التعاون بين البلدان المطلة على المحيط الأطلسي بشأن قضايا الأمن البحري.

ويتمثل الحدث الثاني في منتدى المستفيدين من المساعدة التقنية الذي سينعقد في نونبر المقبل بالرباط. وسيجمع بين المستفيدين والمانحين لتقييم فعالية برامج المساعدة وتعزيز التعاون التقني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

ويأتي اختيار الرباط لاستضافة هذا الحدث ليؤكد مجددا الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في النهوض بالأمن والاستقرار الإقليمي، والتزامه بتعبئة الموارد والخبرات اللازمة لدعم الجهود الجماعية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا.

 

ويجسد انعقاد أول حوار استراتيجي رفيع المستوى بين المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التزام الجانبين القوي والراسخ بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا.

هذه الشراكة الاستراتيجية ترتكز على عقود من التعاون بين المغرب والأمم المتحدة في مجال السلام والأمن بالقارة الإفريقية.

وخلال الدورة الأولى لهذا الحوار، انخرط الجانبان في تقييم التهديدات الإرهابية المتنامية في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل، التي أضحت بؤرة عالمية للإرهاب.

التزم المغرب، البلد الرائد في النهوض بالأمن الإقليمي، بتطوير التعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بغية مساعدة الدول الإفريقية على مواجهة هذه التحديات المعقدة.

واتفقت المملكة ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على تعزيز التنسيق مع باقي المبادرات الإقليمية الإفريقية، من قبيل مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي أطلقه المغرب، بهدف النهوض بمقاربة متعددة الأطراف ومتكاملة تتوخى مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا.

ويواصل مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالرباط، الذي تم إحداثه في 2021، الاضطلاع بدور مركزي في تقوية قدرات قوات الأمن الإفريقية من خلال برامج تكوينية خاصة. وإلى حدود اليوم، استفاد أزيد من 1500 عنصر ينتمون لـ30 دولة إفريقية من التكوين المندرج في إطار هذه الشراكة.

وباعتباره البلد المضيف لهذا المكتب، يضطلع المغرب بدور أساسي في دعم هذه المبادرات بشكل فاعل، من خلال خبراته وموارده والتزامه الدائم بتعزيز الأمن في إفريقيا.

كما يجسد هذا التعاون الاستراتيجي إرادة المملكة والتزامها بالمساهمة، بشكل ملموس، في مكافحة الإرهاب بالقارة الإفريقية.

 


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد