يتابع البرلماني ورئيس جماعة القصر الكبير عن إقليم العرائش ،محمد السيمو بتهمة الاختلاس وتبديد أموال عمومية والمشاركة في تلقي فائدة في مؤسسة يتولى إدارتها والإشراف عليها، كما يتابع 11 متهم، بينهم موظفين بالجماعة ومقاولين بنفس المدينة، بتهمة المشاركة في اختلاس وتبديد أموال عمومية ، وقد تم إحالة الملف على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط وتم تحديد 9 شتنبر المقبل موعدا لأولى جلسة لبدء المحاكمة.
وكانت قاضية التحقيق قد أمرت ب”جرد الأموال والقيم المنقولة والممتلكات والعائدات المملوكة للمتهم محمد السيمو، التي لها علاقة بالأفعال موضوع التحقيق والمتحصلة له بعد ارتكاب الجريمة وتحرير محضر بذلك”، وجرد جميع كشوفات الحسابات البنكية العائدة للمتهم المفتوحة لدى مختلف المؤسسات المالية المعنية وبيان ورصد حركة دائنيتها ومديونيتها منذ تاريخ فتحها”، هذا إلى جانب “حجز جميع ما ذكر باستثناء ما تعلق بالراتب الشهري للمتهم المحول له من مصدر شرعي معلوم”، مبرزا أن هذا الحجز يبقى “ساري المفعول إلى حين صدور ما يغيره”.
في هذا السياق ،يكشف الفاعل الجمعوي مصعب الشوية وهو واحد من الذين حركوا المياه الراكدة ملف السيمو .
“كانت البداية شكاية ضد هذا الشخص امام رئاسة النيابة العامة حين استفحل في اعتقادنا الوضع بالمدينة وصار ما يفترض في اعتقادنا أنه فساد مالي، وكان على عاتقنا تهيء ملف يكون في جوهره نقل الحقيقة امام انظار عناصر الفرقة الجهوية للفرقة الوطنية التي باشرت البحث بناء على تعليمات السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط.
وضاف “استطعنا في خلال هذه الفترة من توفير بعض المعطيات والوثائق المتعلقة بالخروقات التي شابت عدة مشاريع بالمدينة وتم الاستماع بعدها لمحمد السيمو وعدة اشخاص آخرين بلغ في المجموع 13 فردا اولهم محمد السيمو وموظفين ومقاولين ومنتخبين بحيث تم تقديمهم في 2023/12/26 امام السيد الوكيل العام الذي احالهم بدوره على السيدة قاضية التحقيق بالغرفة الخامسة وخلال ما يقرب من 7 شهور تم تحديد 9 من شتنبر القادم موعدا لمحاكمتهم امام هيئة الحكم بذات المحكمة بتهم اختلاس اموال عامة بالنسبة للسيمو والمشاركة في الاختلاس للباقي”.
السيمو الشعبوي
يعتبر محمد السيمو احد اشهر السياسيين الشعبويين في المغرب خلال السنوات الاخيرة، ولكن شعبوية بمقاييس خاصة لا تنطبق إلا على السي السيمو.
جال السيمو في عدة أحزاب سياسية من الإسلاميين والتبليغيين إلى الحركة الشعبية فالأحرار وقبلها مارس عدة مهن ولعب عدة أدوار بأسلوبه الخاص والغريب والقريب من الابتذال.
من هو السيمو الذي ارتبط اسمه بمدينة القصر الكبير والتي كانت قلعة تضم مثقفين وكتاب وشعراء ،وظهرت فيها عدة تيارات سياسية وايديولوجية ، قبل أن تختفي مع ظهور اللاعب الجديد على الساحة بدعم من ايدي خفية .
كرونولوجيا قدوم السيمو للسياسة.. كيف ومتى واين؟
ظاهرة محمد السيمو أو من هم على شاكلته تحتاج منا وقتا طويلا لتمحيصها وسبر أغوار هذه الشخصية التي قفزت في وقت معين على الساحة السياسية محليا واقليميا ووطنيا.
كيف.. كان الرجل البسيط الذي امتهن في البداية الرقص في الاعراس ثم انتقل الى بيع كل شيء بداية من الذي لا يمكن ذكره ” حسب أحد معارفه” الى “الصدايف” ثم الخيط وكل الادوات التي كانت تدخل في اعداد الازياء قبل أن تبور هذه المهن وتنتهي مع هيمنة الصناعة الصينية الرخيصة.
كان محمد السيمو الذي يلقبوه تجار حي الديوان المعروف بمدينة القصر الكبير بـ”التشقيشق” لطريقة حديثه وحركيته البهلوانية والمضحكة كما هي اسطورة بوجلود الكوميدية، والذين تبنوه في البداية -لازال البعض منهم على قيد الحياة- كانوا يستغلونه بالمجان في نقل الأثقال من تاجر الى أخر ؛ بينما كان هو يتمرن ويتعلم التجارة وعمليات البيع والشراء.
كانت حينها اسواق الشمال والقصر الكبير مرتبطة بالثغر المحتل سبتة ا وكانت حركة تهريب البضائع خاصة بعض المواد الغذائية ذات الجودة والرخيصة الثمن مزدهرة حول المدينة الى مركز تجاري يحج إليه المغاربة من باقي المدن الاخرى للمملكة للتبضع.
متى بدأ بروز السيمو..
في بداية التسعينات بدأ السيمو أولى تجاربه الانتخابية عبر غرفة التجارة، وكانت التجارة حينها في أوج الرواج قبيل الحملة المعروفة ، في ذلك الزمن ابتدع اغنياء المدينة طريقة للانتقام من الساسة والسياسيين وبما أن لا أحد من المنتخبين حينها نفذ ما التزم به لهم، فقد اتفقوا على ترشيح “الشخص” الذي كان يعمل لديهم بالسخرة ، وكان السيمو معروف بتوجهه اسلاموي حيث كان يتخذ من مسجد الدعوة والتبليغ مزاره اليومي بعد ان ينتهي من عمله بالسوق، وكان “لجهات معينة ” مآرب أخرى يتولى المنتخب الجديد القيام بها بين الإخوان الذين جعلوا من مسجد الفتح مركزهم الوطني الرئيسي ومنه ينتقلون في رحلات تسمى (الخروج في سبيل الله) نحو اسيا وباقي دول العالم ووطنيا في ربوع المملكة.
بداية السيمو “الظاهرة “في القصر الكبير
في سنة 2007 ومع اقتحام المجرم شارون لباحة المسجد الاقصى خرجت تظاهرات كبرى عبر ربوع المملكة ومنها مدينة القصر الكبير وتزامن طلك مع بداية تنشيط حزب الحركة الدستورية الذي انتمى اليه من يسمون الآن الإسلاميين، ابهرت الخرجات الشعبية السلطات وكان لا بد لها من ضابط ايقاع يقوم بدور البديل بعد ان سيطر تيار الاخوان على الحياة السياسية المحلية، ووقع الاختيار على السيمو ليقوم بدور ما في مواجهة التيار المسيطر على مستوى الشارع .
فتح الإدارات مكاتبها وخزائنها أمامه ، وأصبح في ظرف وجيز يفك العقد وهو مقصد اصحاب الحاجات، من استعصى عليه أي شيء من الغرامات الى تهريب السلع ، كان وحده يستطيع أن يتحصل لقاصديه على شواهد العوز التي تسلمها السلطات وتعفي اصحابها من اداء الغرامات الجمركية.
وهكذا اصبح السيمو شخصا معروفا يأمر ويناقش ويشارك في المناسبات يعطي الجوازات التي كان الحصول عليها بيروقراطيا.. ويمنح رخص استعمال السلاح ويتوصل بحصص بونات الدقيق من مطاحن يرتاب اصحابها من زيارة السلطات وما يكون في حصص توزيع كوطا الدقيق المدعم.
وجاءت الانتخابات وفازت العدالة والتنمية بمقعدين برلمانيين بدائرة العرائش التي تضم كذلك مدينة القصر الكبير، وكذلك تمكن هذا الحزب الوليد من الفوز براسة المجلس البلدي للقصر الكبير في تجربة محلية ، لحظتها مكنت ” جهة ما” محمد السيمو من كل الوسائل حتى يكون في قادرا على مواجهة حزب البيجيدي، بحيث تخطى ما كان متاحا له من قبيل فتح كل ابواب المؤصدة في الاقليم وانتقل تدخلاته النافدة إلى المجال الاكاديمي، واصبح يساهم في التسجيل في شواهد التعليم العالي ويختار حتى عناوين بعض الرسائل الجامعية.
في سنوات قليلة سيطر محمد السيمو على الحياة السياسية في القصر الكبير واصبح الآمر والنهائي، وعرف بتدخلاته الغريبة في البرلمان وخرجاته في وسائل الاعلام .
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )