الزيارة الرسمية لماكرون: فصل جديد في العلاقات الفرنسية المغربية

الزيارة الرسمية لماكرون: فصل جديد في العلاقات الفرنسية المغربية

 

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، الاثنين، زيارة  المغرب تستمر لمدة ثلاثة أيام، برفقة وفد من السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال، بعد سنوات من التوتر بين البلدين.

 

وبهذه المناسبة، سيرافق ماكرون وزوجته بريجيت وفداً كبيراً يتضمن وزيري الداخلية برونو ريتايو ووزير الجيوش سيباستيان ليكورنو. وسيستقبل الملك محمد السادس الضيف في المطار بتكريم خاص، يشمل 21 طلقة مدفع، ثم يتوجهان إلى القصر الملكي في سيارة احتفالية لعقد لقاء ثنائي، يتبعه توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والمياه والتعليم والأمن الداخلي.

 

في اليوم التالي، سيقيم الملك مأدبة عشاء رسمية تكريماً للرئيس ماكرون وزوجته. كما سيقوم ماكرون بإلقاء خطاب أمام البرلمان المغربي، وحضور توقيع عقود خلال منتدى للأعمال. تتناول النقاشات خلال الزيارة عدة قضايا، من بينها مكافحة الهجرة غير النظامية وملف الصحراء المغربية، التي تعد من نقاط الخلاف الرئيسية بين البلدين.

السيادة المغربية

تأتي زيارة ماكرون بعد إعلان فرنسا دعمها للموقف المغربي بشأن الصحراء المغربية، واعترافها بخطة المملكة لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، وهو ما يتعارض مع موقف جبهة البوليساريو والجزائر. وقد عبر ماكرون في 30 يوليوز عن أن “حاضر ومستقبل الصحراء المغربية  يندرجان في إطار السيادة المغربية“، مما أفسح المجال لتحسين العلاقات مع الرباط .

 

ومن المقرر أن يجري ماكرون مباحثات ثنائية مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين، ويتوقع أن يلقي خطاباً أمام البرلمان بغرفتيه. ويعبر الإليزيه عن رغبة المغرب في أن يصبح “نقطة وصل بين أوروبا وإفريقيا“، وهو ما يعتبر استراتيجية مهمة خاصة في مجالات البنى التحتية ومشاريع الربط الكهربائي.

 

تحسين العلاقات الفرنسية المغربية يفتح آفاق جديدة للشركات الفرنسية التي تأثرت بالخلافات السياسية السابقة. وتفيد المصادر بأن شركة “إيرباص هليكوبترز” قد تبيع ما بين 12 إلى 18 مروحية كاراكال للقوات المسلحة المغربية خلال الزيارة.

 

كما يستعد المغرب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لسنة 2025 وكأس العالم في سنة 2030، مما يقدم فرصة لفرنسا لتقديم خبراتها في مجال البنى التحتية بعد أولمبياد باريس. تُعتبر فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في المغرب، حيث تضم نحو ألف شركة فرنسية، وتطمح إلى تعزيز العلاقات التجارية مع المغرب.و

 

ستشمل مجالات التعاون بين رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين صناعات السيارات والطيران، مع خطط لتوسيع شبكة السكك الحديدية، حيث سبق أن دشّن ماكرون مع العاهل المغربي القطار الفائق السرعة “البراق” في سنة 2018. كما ترغب فرنسا في إنشاء “نظام بيئي مشترك” في مجال ألعاب الفيديو.

 

الهجرة موضوع شائك لن يعكر صفو الزيارة

على الرغم من وجود وزير الداخلية برونو ريتايو، الذي يعد من المعارضين لسياسات الهجرة الحالية، من غير المتوقع أن تؤثر قضية الهجرة سلباً على العلاقات الجديدة بين البلدين. فقد خفض سلفه، جيرارد دارمانان، عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى النصف، مما زاد من التوتر بين باريس والرباط، لكن الأمور قد تغيّرت بعد زيارة وزيرة الخارجية السابقة كاترين كولونا.

أكد رئيس الحكومة ميشال بارنييه في 20 أكتوبر أن القضية تتطلب معالجة “بروح الحوار”، بينما أوضح وزير الخارجية جان نويل بارو أن الزيارة تمثل فرصة لبدء فصل جديد في العلاقات بين البلدين. ومن المتوقع أن تكون المملكة أكثر مرونة في هذه المسألة مقارنة بتونس والجزائر.

 

إقرأ أيضا…..


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد