في ظل تصاعد التوتر داخل المشهد الإعلامي الرياضي بالمغرب نتيجة الاستفزازات المستمرة لالجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، والتي تستهدف الصحفيين الرياضيين المهنيين من خلال محاولات فرض الوصاية على أدائهم داخل الملاعب الوطنية واستعمال عبارات مسيئة للنيل من كرامتهم، عقدت الجمعيات المهنية للصحافة الرياضية اجتماعًا موسعًا يوم الثلاثاء 19 نونبر الجاري بمقر الاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية في الدار البيضاء.
وقد حضر هذا الاجتماع ممثلو الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين واتحاد الصحافيين الرياضيين المغاربة والمغربية للإعلاميين الرياضيين، إضافة إلى المغربية للصحافيين الرياضيين بلا حدود والجمعية المغربية لمصوري الصحافة الرياضية المهنية. وجاء هذا اللقاء في إطار السعي لتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات، حيث تم الاتفاق على تشكيل تنسيقية وطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب للدفاع عن حقوق الصحفيين المهنيين والتصدي لأي انتهاكات تطال مهنتهم.
وأكدت الجمعيات المشاركة أن رسالتها الموجهة في 28 أكتوبر 2024 إلى رئيس العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، والتي نبهت من خلالها إلى خطورة تجاوزات الجمعية المذكورة بمباركة من العصبة، لم تلقَ أي استجابة، مما يعكس إصرارًا على التطبيع مع ممارسات وصفوها بغير الأخلاقية.
وفي هذا السياق، أعرب المشاركون عن أسفهم لغياب التفاعل الإيجابي مع بلاغهم الصادر في 1 نونبر 2024، والذي شدد على أهمية احترام المؤسسات وتعزيز التعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والصحفيين المهنيين، خصوصًا في ظل الاستعداد لتنظيم تظاهرات رياضية قارية وعالمية كبرى.
من جانب آخر، وجهت التنسيقية انتقاداتها إلى السلطات الحكومية، وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، بسبب صمتها تجاه هذه الممارسات، كما طالبت بتوضيحات من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشأن مسؤولية رئيس العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
وأشارت التنسيقية إلى أن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، ورغم حداثة تأسيسها، تم منحها صلاحيات تدبير مرفق حساس كالملاعب الوطنية دون سند قانوني واضح. وأكدت أن منع الصحفيين من دخول الملاعب لا يمكن أن يتم إلا بقرار من الجهات الأمنية أو بموجب أحكام قضائية، مطالبة باحترام بطاقة الصحافة المهنية كوثيقة رسمية تضمن حق الصحفيين في ممارسة عملهم دون قيود.
في ختام الاجتماع، أعلنت التنسيقية عن مجموعة من الخطوات التصعيدية، منها حمل شارات سوداء داخل الملاعب الوطنية ابتداءً من نهاية الأسبوع، وتوثيق أي مضايقات يتعرض لها الصحفيون عبر مفوضين قضائيين، إلى جانب تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بالوضع القائم.
وشددت التنسيقية على أن اجتماعها سيظل مفتوحا لمتابعة تطورات الوضع واتخاذ مزيد من الإجراءات التصعيدية إذا لزم الأمر، بهدف حماية حقوق الصحفيين المهنيين وصون كرامتهم في ظل التحديات الراهنة.