غيب الموت، أمس الثلاثاء 26 نونبر ، النقيب الطيار السابق علي نجاب، عن عمر يناهز 81 عامًا، في منزله بمدينة الرباط. الفقيد يُعتبر رمزًا من رموز الصمود، وقد خلد قصته في كتابه الشهير “25 عامًا في زنازن تندوف” الذي يوثق معاناته كأسير حرب.
كانإق الراحل قد أمضى ثلاث سنوات من التكوين في مجال الطيران بالولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن مساره تغير جذريًا عندما تعرضت طائرته “ميراج إف-5” للإصابة بصاروخ أرض-جو في العاشر من سبتمبر 1978، ليُأسر بعدها ويقضي 25 عامًا في سجون البوليساريو.
ذكريات مؤلمة من الأسر
استعرض علي نجاب تفاصيل تجربته المريرة في كتابه، حيث قال:
“فور وصولي إلى مقر الأسر، نُقلت إلى مكتب محمد عبد العزيز، وبعد دقائق قليلة، اقتادني ثلاثة ضباط جزائريين إلى تندوف، حيث زج بي في زنزانة بالطابق الأرضي.”
وأضاف أن السجناء المغاربة كانوا يُنقلون أحيانًا إلى شمال الجزائر، حيث احتُجز 476 أسيرًا في مراكز مثل البليدة والشلف وبوفاريك، قبل أن يُسلم بعضهم إلى البوليساريو. وأوضح أنه في عام 1987، جرى تبادل 150 أسيرًا مغربيًا مقابل 106 أسرى جزائريين كانوا محتجزين في المغرب، في حين بقي الآخرون رهن الاحتجاز الجزائري.
سيطرة الجزائر على البوليساريو
كشف علي نجاب عن طبيعة العلاقة بين الجزائر والبوليساريو، مشيرًا إلى أن النفوذ الجزائري كان واضحًا. وقال:
“عند وصول أسرى مغاربة جدد إلى الرابوني، كان المسؤولون الجزائريون يحضرون فورًا لإجراء الاستجوابات وإعطاء الأوامر.”
وسرد حادثة توضح هذه العلاقة، عندما أمر ملازم جزائري أحد قادة البوليساريو بإغلاق نافذة خلال اجتماع، مشيرًا إلى سيطرة الجزائريين على قيادات الجبهة.
نتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد وجميع زملائه وأصدقائه، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”