ضمن فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أضاء المغرب المشهد الثقافي العربي والدولي من خلال برنامجه الثقافي المميز الذي جاء تحت شعار “مغرب الثقافات في شارقة الكتاب“.
على مدى 12 يومًا، شارك المغرب ببرنامج غني ومتنوع يضم 107 فعاليات تغطي مجالات الثقافة والفنون والآداب، بمشاركة 100 كاتب وأديب وناشر مغربي. شملت الأنشطة ندوات فكرية، عروضًا مسرحية، وحلقات نقاش، إضافة إلى ورشات للأطفال حول الزخرفة والنسيج، ما يعكس التنوع الثقافي العميق للمملكة.
التراث المغربي والأندلسي محور النقاشات
ركزت إحدى الندوات المميزة بعنوان “الأندلس المغربية” على العلاقة التاريخية والفكرية الممتدة بين المغرب والأندلس، حيث أوضح المؤرخون الدور المحوري للأندلس في تشكيل الهوية المغربية. وأبرز المشاركون أن المغرب يمثل وريثًا ثقافيًا وفكريًا للأندلس، ليس فقط في المطبخ والموسيقى، بل أيضًا في العمارة والفنون. كما شدد أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية الحسنية، على دور الأندلس في إغناء الحضارة الغربية عبر الترجمات والمخطوطات التي لا تزال حاضرة في الأرشيفات الإسبانية.
المرأة والكتابة: قضايا وتحديات
خصصت جلسة بعنوان “المرأة والكتابة” لمناقشة التحديات التي واجهتها الكاتبات المغربيات في الماضي والحاضر. وأكدت المتحدثات، مثل رشيدة بنمسعود وربيعة ريحان، أن الكتابة النسوية لم تعد محصورة في قضايا تقليدية، بل أصبحت نافذة لنقاشات ثقافية واجتماعية وسياسية عميقة.
استحوذ الخطاط المغربي محمد بوخانة على اهتمام زوار المعرض من خلال تقديم ورش تعريفية بفن الخط المغربي. وقد أطلع الحائز على جائزة محمد السادس التكريمية في فن الحروفية لعام 2022 الجمهور على أسرار الخط المغربي بأنواعه المختلفة مثل المبسوط والمجوهر والثلث، مؤكدًا أهمية الحفاظ على هذا التراث الحي الذي يجسد الهوية المغربية.
عبر فعالياته المتنوعة، أثبت المغرب حضوره البارز في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليعكس غنى ثقافته وتراثه الأصيل، معززًا بذلك جسور التبادل الثقافي والحوار الحضاري