لقاء بالرباط حول كتاب “المسيرة الخضراء، الملحمة” للباحث مصطفى السحيمي

الوحدة الترابية

عُقد بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط لقاء مع الخبير السياسي والأستاذ الجامعي مصطفى السحيمي، حول كتابه الجديد “الملحمة الوطنية. الله، الوطن، الملك”. يسرد هذا الكتاب تفاصيل الملحمة الوطنية المعروفة بـالمسيرة الخضراء، التي تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ المملكة المغربية، وساهمت في توحيد صفوف الشعب المغربي وترسيخ الوحدة الترابية للمملكة.

يقدم الكتاب منظوراً شاملاً لأحداث المسيرة من خلال تحليل تاريخي دقيق، مسلطاً الضوء على التخطيط والتنظيم المسبقين، الذين ساهموا في نجاح هذا الحدث الاستثنائي. ويركز الكتاب على القيم الجوهرية التي رافقت الملحمة الوطنية، مثل التضحية، والوفاء، والالتزام بالقيم الدينية والوطنية، مما جعل هذا الحدث يتجاوز كونه مجرد مسيرة سياسية إلى رمز من رموز الوحدة الوطنية.

بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب جوانب متميزة تبرز فرادة المسيرة، مثل التوافق والتعبئة الشعبية، والشرعية، والحس الوطني المشترك، والتنظيم الناجح المدعوم بقدرات لوجستية استثنائية. ويعرض مصطفى السحيمي وثائق نادرة وصوراً فوتوغرافية بارزة تجسد الأجواء الحماسية التي سادت وقت المسيرة، بالإضافة إلى شهادات نادرة لرجال سياسة مغاربة وأجانب وللمتطوعين الذين شاركوا في هذا الحدث التاريخي.

وقد أشار السحيمي خلال اللقاء إلى أنه حرص على كتابة معظم النصوص في هذا العمل الجماعي، الذي يشمل شهادات ومساهمات من شخصيات عديدة، مشيراً إلى التحديات المنهجية التي واجهها في اختيار الوثائق التي تلخص بصدق روح الملحمة. ويضيف المؤلف بأن الكتاب يمثل إضافة مهمة إلى الدراسات التاريخية حول المسيرة الخضراء، ويهدف إلى تعزيز الهوية المغربية من خلال سرد أحداث وشخصيات كان لها دور فعال في هذا الحدث الوطني.

كما يؤكد السحيمي أن المسيرة الخضراء شكلت “مرحلة جديدة لمغرب متجدد”، حيث ساهمت في ترسيخ نمط حياة مميز لكل منطقة ومدينة وقبيلة في المغرب، مشيراً إلى تأثير هذا الحدث التاريخي على مسار المأسسة والدمقرطة في البلاد. ويبرز السحيمي في هذا السياق التلاحم العميق بين العرش والشعب، الذي مثلته هذه الملحمة التاريخية، ويشير إلى أن المسيرة الخضراء كانت حلاً مبدعاً للنزاعات، مما يعكس رؤية جلالة المغفور له الحسن الثاني.

اقرأ المزيد…

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة