وخلال هذا اللقاء، الذي احتضنه جناح مجلس الجالية المغربية بالخارج، سلطت المتدخلات الضوء على أهمية الأدب باعتباره وسيلة للتحرر من الصدمات والصور النمطية المرتبطة بالهوية أو الانتماء العرقي، والتي غالبا ما تكون النساء أبرز ضحاياها.
وفي هذا السياق، أوضحت المتخصصة في علم النفس التربوي والفاعلة السياسية والروائية البلجيكية-المغربية، فتيحة السعيدي، أنها لجأت إلى الكتابة لتصبح “فاعلة في سرديتها الخاصة”، ولكي تفهم بشكل أعمق اللحظات المؤلمة التي مرت منها، ولتتحرر من صدماتها عبر قوة التفكيك التي يتيحها الأدب.
وبالإضافة إلى الكتابة كفعل تحرر شخصي، تحرص السيدة السعيدي أيضا على أن تكون صوت نساء منطقة الريف من خلال عملها “أصوات من الريف، نساء، ذاكرة ومقاومة”، الذي سعت من خلاله إلى تكريم منطقة الريف ونسائه، من خلال توثيق معارفهن وتجاربهن عبر 16 مقابلة تتيح للقارئ اكتشاف واقعهن من منظور مغاير، يتجاوز القوالب النمطية والأفكار المسبقة.
وفي حديثها عن مجموعة القصص القصيرة “لدي ح ب ان”، التي نسقتها بمشاركة 12 كاتبة وكاتبا بلجيكيين-مغاربة، احتفالا بالذكرى الستين لاتفاقيات اليد العاملة بين المغرب وبلجيكا، أوضحت السيدة السعيدي أن هذا العمل يعكس التنوع الغني الذي تتسم به الجالية المغربية، ويندرج في إطار الرغبة في الحفاظ على الذاكرة ونقلها للأجيال القادمة. من جانبها، قالت سميرة العياشي، مؤلفة روايتي “حياة في أحلام الآنسة س” و”جوف الرجال”، من بين أعمال أخرى، والحائزة على جائزة الأدب في سن السادسة عشرة، إنها هامت بحب القراءة والكتابة في سن مبكرة، عندما كانت ترتاد المكتبة المحلية في مسقط رأسها.
وأضافت أن “اكتشاف الأدب يتعلق بالآخر، وهو – إلى ذلك، عبارة عن لعبة وفضاء يتيح لك التعبير عن الكينونة”، مضيفة أنها التزمت بالكتابة بإصرار لا لبس فيه من أجل بلوغ إجابات على أسئلة مرتبطة بتاريخها الشخصي والطبيعة المعقدة لهويتها الثقافية.
وقالت الشاعرة والروائية، ريم بطال، مؤلفة “سأراني بعيني” وأعمال أخرى، إن هذا الكتاب كان محاولة لجعل بعض المواضيع الإنسانية الحساسة أكثر وضوحا وفي متناول القراء، وذلك من أجل إنصاف جميع الفتيات الصغيرات اللواتي يواجهن العنف على المستويين الأسري والاجتماعي.
واستعادت الروائية والصحفية وكاتبة الأعمدة والمقالات، نسرين سلاوي، مؤلفة كتب مثل “غير شرعي” و”كرامتنا : نسائية للمغارب في أوساط معادية”، مراحل رئيسة في حياتها، مستحضرة الصعوبات والمشاكل الرئيسية المرتبطة بهويتها الاجتماعية والعرقية، التي واجهتها خلال دراستها الجامعية، وكذلك الجوانب الرئيسية في حياتها كامرأة.