ويأتي هذا الحدث، الذي يحتفل بالذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة، تجسيدا لإرادة مشتركة لتعزيز الحوار بين الثقافات وتشجيع فهم متبادل أفضل بين الشعبين المغربي والصيني، مع تسليط الضوء على ثراء وتنوع الثقافة الصينية العريقة من خلال باقة منتقاة من الأنشطة الرائعة والمثرية.
كما يهدف هذا الحدث البارز إلى تعزيز الروابط الثقافية بين المغرب والصين، من خلال منح الجمهور انغماسا أصيلا في التقاليد الصينية العريقة، بفضل أنشطة ترفيهية وتعليمية وتفاعلية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكدت مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس، كريمة اليتريبي، أهمية هذا الحدث الذي يخلد ذكرى ذات رمزية خاصة للمرأة، والتي تمثل دعوة قوية للنساء لمواصلة تقدمهن في شتى مجالات الحياة، لاسيما الصحة والتعليم والمشاركة السياسية.
وأوضحت أن هذه التظاهرة الكبيرة تميزت بعروض فنية متنوعة، تجمع بين إيقاعات الموسيقى والرقص وحفل الشاي والطب الصيني التقليدي، فضلا عن فرصة استثنائية لتذوق أشهى المأكولات الصينية.
من جانبه، أشار سفير الصين بالمغرب، لي تشانغلين، إلى أن هذا اليوم الثقافي يرمي إلى إبراز الدور المحوري للمرأة، مع التأكيد على مساهمتها المتنامية في الارتقاء بالمجتمع ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأوضح الدبلوماسي الصيني أن هذا الحدث يعكس الاهتمام البالغ الذي توليه بلاده لقضايا المرأة، ويمثل في الوقت ذاته دعوة لتفكير متجدد حول موضوعات المؤتمر العالمي المقبل للمرأة.
وأعرب عن أمله في “أن تحذو دول أخرى حذو الصين في تنظيم أيام ثقافية مماثلة بالعاصمة الرباط مستقبلا”، مؤكدا أن أمتن العلاقات بين الدول تتأسس على الفهم المتبادل بين شعوبها، ومن هنا تأتي أهمية هذه المبادرة الثقافية.
وفي السياق ذاته، أبرزت رئيسة النادي الدبلوماسي بالرباط، أونييل أوبولو، أهمية هذا اللقاء الذي وصفته بأنه تجسيد حي لـ”ما يمكننا تحقيقه عندما يجمعنا الحوار والتعاون والقيم الإنسانية”، مذكرة بأن مؤتمر بكين شكل محطة فارقة في مسار الاعتراف العالمي بحقوق المرأة.
وأضافت “نجتمع في هذا المكان للتبادل الثقافي لإحياء ذكرى لحظة تأسيسية: المؤتمر العالمي الرابع للمرأة، الذي عقد في بكين عام 1995، الذي ما تزال رسالته حية وحاملة للأمل حتى اليوم”.
كما ذكرت السيدة أوبولو بمهمة النادي الدبلوماسي، الذي يعمل على بناء جسور بين الثقافات، وتعزيز التضامن، ودعم الأعمال الاجتماعية لصالح النساء والأطفال، وخاصة الفئات الأكثر هشاشة.
وتابعت “من خلال مبادراتنا الاجتماعية والثقافية والخيرية، نسعى جاهدين لتقديم إجابات ملموسة ومتضامنة لحقائق غالبا ما تكون غير مرئية”، مشيدة بدور المغرب، “أرض الترحاب والثراء الإنساني، الذي يوفر إطارا فريدا لهذه الالتزامات”.
ويتضمن برنامج هذا اليوم عروضا للغناء والموسيقى الصينية التقليدية، وورش عمل للخط تحتفي بفن الكتابة الصينية، وللطب التقليدي، فضلا عن عرض لفنون الكونغ فو، الفن القتالي الشهير الذي يجمع بين بين براعة الجسد وسمو الروح.
وشكلت فقرة تذوق الأطباق الصينية المميزة ذروة الاحتفالية، حيث استمتع المدعوون بتجربة طهي استثنائية أشرف عليها شخصيا كبير طهاة مقر إقامة السفير الصيني، ونقلت هذه الرحلة الحاضرين في جولة إلى قلب النكهات الأصيلة للصين، مجسدة التناغم الفريد بين أصالة المطبخ الصيني وأناقة التقديم.