ووسط حضور جماهيري غفير، أبدعت فرقتا “نغم الأندلس” و”طائفة نجوم الفن العيساوي” في تقديم وصلات غنائية امتزجت فيها قصائد الملحون بابتهالات صوفية في مدح خير البرية.
وامتزجت أصوات منشدي الموسيقى الأندلسية، الذين يتميزون بأسلوب شبابي متجدد، مع أصوات فناني الطائفة العيساوية، مما أضفى على الفضاء أجواء روحانية غامرة، عكست تنوع وعمق التراث المغربي الأصيل.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس طائفة نجوم الفن العيساوي، حسن العلوي، إن هذه الأمسية الرمضانية تأتي ضمن مشروع فني يسعى إلى المزج بين الفن العيساوي والموسيقى الأندلسية.
وأوضح أن هذه التظاهرة الفنية تميزت بمشاركة فنانين بارزين في الموسيقى الأندلسية بأسلوبهم الفريد الذي يعتمد على الآلات الموسيقية النفخية، معربا عن أمله في أن تمتد هذه التجربة إلى جولات عبر مختلف المدن المغربية لنشر هذا المزج الفني والروحاني الأصيل.
من جانبه، أكد الباحث في التراث المغربي، نبيل جاي، أن هذه الأمسية التراثية تحتفي بنمطين موسيقيين أصيلين، لافتا إلى أن إقبال الشباب على هذا النوع من الفنون يبعث على الإطمئنان بشأن استدامة هذا التراث.
وأبرز أن هذا العرض الموسيقي يندرج ضمن مشروع يسعى إلى تقديم تجربة استثائية تمزج بين موسيقى الآلة والطريقة العيساوية، مع الاستعانة بأشعار الملحون.
وقد شكلت هذه الأمسية الرمضانية الروحانية فرصة للجمهور المتعطش لهذا النوع من التراث لاكتشاف لمسة شبابية جديدة أضيفت إلى الموسيقى الأندلسية من خلال استخدام آلات موسيقية حديثة، إلى جانب استكشاف مزج فريد بين الألوان الموسيقية التراثية المغربية والإيقاعات العالمية، في تجربة تبرز ثراء الموروث الثقافي المغربي وقدرته على التجدد والتطور.