أثار وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، موجة من الانتقادات بعد إعلانه عن مشروع “مدينة الألعاب الإلكترونية”، الذي سيتم إنشاؤه في منطقة يعقوب المنصور بالرباط بميزانية ضخمة بلغت 36 مليار سنتيم (360 مليون درهم). هذا المشروع، الذي اختير له موقع في معقل بنسعيد الانتخابي، يطرح العديد من التساؤلات حول أولوياته في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
ففي وقت يواجه فيه المواطنون ارتفاعًا مهولًا في الأسعار، وتزداد المعاناة بسبب الجفاف، يتم توجيه موارد ضخمة لمشروع يبدو بعيدًا كل البعد عن الاحتياجات الحقيقية. فبدل الاستثمار في قطاعات أكثر إلحاحًا، يتم التركيز على مشروع ترفيهي، ما يؤكد غياب رؤية واضحة في تدبير الموارد المالية.
فبينما تتزايد قراراته المثيرة للجدل، التي يراها البعض محاولة لإثبات حضوره السياسي أكثر من كونها مشاريع ذات جدوى حقيقية، فإن الجميع يدرك أن بنسعيد يسعى لتعزيز صورته السياسية تحضيرًا للاستحقاقات المقبلة، بل إن البعض يرى أن هذه التحركات ليست سوى جزء من طموحه الأكبر لترؤس الحكومة المقبلة.