في الوقت الذي تنشغل فيه بعض المنتخبات المجاورة بالبحث عن مواهبها الضائعة بين تصريحات المدربين وتجارب اللاعبين في الدوريات الثانوية، يثبت المغرب مرة أخرى أنه صاحب الكلمة العليا عندما يتعلق الأمر بنجوم كرة القدم. آخر فصول هذه القصة تأتي من تركيا، حيث رفض نادي فنربخشة عرضًا ضخمًا من نادي النصر السعودي بقيمة 34 مليون يورو من أجل التخلي عن المهاجم المغربي المتألق يوسف النصيري.
قد يقول قائل: “34 مليون يورو؟! أي نادٍ عاقل سيرفض هذا المبلغ؟” لكن يبدو أن إدارة فنربخشة ليست كأي إدارة، فهي تدرك أن النصيري ليس مجرد مهاجم عادي، بل ماكينة أهداف بشرية أحرزت 20 هدفًا و4 تمريرات حاسمة في 33 مباراة فقط. ومع مدرب مثل جوزيه مورينيو، يعرف تمامًا كيف يحول الذهب إلى ألماس، لم يكن من المفاجئ أن يقرر النادي التركي الاحتفاظ بجوهرته الثمينة.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه كبار أوروبا على توقيع عقود مع نجوم المغرب، يتابع الجيران في الجزائر أخبار الدوري الإنجليزي بآمال كبيرة أن يتم الالتفات يومًا إلى مواهبهم المحلية. وربما يتساءلون: “لماذا يتألق النصيري بينما يظل نجومنا في الانتظار؟” الجواب بسيط: حين تركز على بناء مشروع رياضي حقيقي، لن تحتاج إلى بيع نجومك مقابل ملايين قد تذوب في أول موسم.
فنربخشة لم يرضخ للإغراءات المالية، لأن النصيري بالنسبة له أكثر من مجرد مهاجم، إنه مشروع بطل قادر على قيادة الفريق إلى المجد المحلي والقاري. أما البعض، فيبدو أنهم ما زالوا يعتقدون أن تصدير التصريحات الحماسية هو الطريق الأقصر إلى العالمية.
