صدم الاستاذ نور الدين لشهب المدعو هشام جيراندو ، والذي حاول بنوع من التحايل استغلال خلاف بين لشهب وموقع هسبريس “المعروض على القضاء ” لإطلاق نوع من الاتهامات المجانية والتي لا اساس لها من الصحة “كما إعتاد دائما في قناته ” استهدف فيها الادارة العامة للأمن الوطني .
وفند لشهب كل ما جاء على لسان جيراندو، وبل اعتبر أن ما نشره الأخير متناقضا مع الوقائع تماما.
رسالة نور الدين لشهب للمدعو هشام ” التحدي” تميزت بأسلوب يختلف عن ما اعتاد عليه الأخير من اطلاق الاتهامات دون دلائل معتمدا على ما يسميه “مصادره الخاصة الغامضة “.
وأكد لشهب في رسالته أن إدارة الأمن الوطني بعيدة كل البعد عن قضيته مع هسبريس، مشيرا إلى أن “هناك أسرار لا يريد البوح بها حاليا”.
وعكس ما ادعى جيراندو ، كشف نور الدين ، أن إدارة الأمن الوطني وقفت معه مرتين في مواجهة “استهداف حقيقي” تعرض له، مشيدا بـ”احترافية ومهنية” الجهاز الذي وقف إلى جانب الحق والقانون، حسب تعبيره.
الرسالة كما هي:
أرسل لي بعض الأصدقاء فيديوهين اثنين تذكرني بالاسم في علاقتي بجريدة هسبريس، في الفيديو الأول تطرح أسئلة محددة لا تحتاج إلى الاستفهام بقدر ما تتغيا الإثبات، وفي الفيديو الثاني يبدو لي أنك تحمل القضاء والأمن قضيتي مع جريدة هسبريس.
وتتحدث -أنت- في الفيديو الثاني عن فيديو نشرتُه ـ أنا شخصياـ قبل بضع سنوات تقريبا، وهذا الفيديو الذي تحيل عليه لا يزال منشورا في صفحتي على الفيسبوك، وكل ما قلته أتحمل فيه المسؤولية الكاملة، ولا أتنكر لما قلته لأنه مسطور في الشكايات التي تقدمت بها إلى القضاء، ولم أتعرض لأية مضايقات لا من جهة أمنية ولا جهة قضائية، بل العكس هو ما كان بحيث تحركت الشكايات ولا تزال جارية إلى حدود اللحظة التي أكتب فيها، أمام القضاء.
أخي هشام، تحدثت وناضلت مع الإيمان بقضيتي ومظلوميتي وأحقيتي في الالتجاء إلى القانون، اعتبرت أن ما قلته يدخل في النضال على مستوى الجبهة الإعلامية التي خضتها آنذاك، مع الإيمان أيضا بالنضال من داخل المؤسسات، لأننا نمتلك في المغرب مؤسسة أمنية واحدة، ومؤسسة للقضاء واحدة، وما قلته وعبرت عنه كان من داخل الوطن وأنا موظف في قطاع التعليم، ودعني أن أصارحك وهذي حقيقة للتاريخ أن لا أحد ضايقني أو لامني أو عاتبني على ما تفوهت وصرحت به، لأني كنت أنطق عن حق وأتحدث انطلاقا من ألم وأذى تعرضت له عندما تعرض الايميل الشخصي للقرصنة وضاعت مني نسخة للدكتوراه وأشياء أخرى مهمة بالنسبة لي.
عندما تحدثت وتكلمت آنذاك كان كلامي في سياق محدد، أي مظروفا بظرف محدد، كنت أشعر بأني مطوق وحاولت أن أفك الطوق عن نفسي وذلك ما وقع ولله المنة والحمد.
أخي هشام، هذي شهادة للتاريخ وأتحمل فيها المسؤولية، أقولها وبالفم الملآن: إن إدارة الأمن الوطني بعيدة كل البعد عن قضيتي مع جريدة هسبريس، وهناك أسرار لا أريد أن أبوح بها أتركها فيما بعد، لكن صدقني أن إدارة الأمن الوطني وقفوا معي مرتين، عام (…) وعام (…)، كان المدفع متوجها ضدي، أي كنت مستهدفا حقيقة، لكن عمل الإدارة كان احترافيا ومهنيا ووقف إلى جانب الحق والقانون وليس إلى جانب شخصي، ولا أقول هذا تطبيلا ولا تزميرا بل هذه حقيقة لله وللتاريخ.
أما بخصوص النيابة العامة، فهي اليوم مع القانون، والشكايات أمام أنظار القضاء، وهي جزء من الأمن بشكل عام، وأنا هنا أتحدث عن قضيتي ولا أتحدث عن قضايا أخرى، ولو شعرت بأن هناك جهة تستهدفني فلي لسان ينطق وأتحدث عما أشعر به، ويد تخطُّ إنشاءََ عما يخالجني.
أخي هشام، أنت سألتني وها أنا أجيبك، ولو أن أسئلتك كانت استنكارية تتوخى الإثبات، وتتغيا الركون إلى القضية وعدم الانزياح عنها صارفا عامل الزمان وتغير الأحوال، وأقول بأن ما قلته في الفيديو لا أتنكر له ولا يزال منشورا، وما قلته كان ضمن سياق محدد، واليوم أؤكد لك أن السياق اختلف بشكل مطلق، هناك صراع بيني وبين هسبريس وتحديدا الأخوين الكنوني، وليس مع إدارة الأمن الوطني ولا مع مؤسسة النيابة العامة.
أخي هشام، أنت حر في التعليق عن الفيديو الذي نشرته بصوتي وصورتي ومن داخل المغرب، ولكن تعليقك لا يقدم ولا يؤخر لأن الظرف تغير بخصوص قضيتي، وإن كنت تجد نفسك معنيا بقضية ما مع جهات سياسية أو إعلامية داخل أو خارج الوطن فأنت حر وأنت مسؤول عن كلامك، كما أن ما أقوله الآن فأنا مسؤول عنه، والمسؤولية هنا بمفهومها الأخلاقي “وقفوهم إنهم مسؤولون” صدق الله العظيم، و” إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفًا” فالكلمة مسؤولية، سواء كانت صوتا أو كتابة، ومن هنا يمكن أن نتحدث عن الصحافي المسؤول والكاتب المسؤول والمثقف المسؤول، وأنا أرى أن المسؤولية قبل الحرية، الحرية مفهوم فضفاض والمسؤولية مفهوم إجرائي واقعي يستند على عامل الأخلاق، والإنسان كما يعرفه الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن كائن أخلاقي.
أخي هشام، إن بان لك وبدا أنك تدافع عن قضيتي فأقول موضحا: جزاك الله خيرا، وأنا لا أظن بك إلا الخير، ولكن ليس كل الظن إثم كما تعلم، بل بعضه وحسب، والشك منهج قويم في المعرفة الأصيلة، وكما يقول أبو حامد الغزالي في كتابه “المنقذ من الضلال”: من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم ير، ومن لم ير تاه في العمى والضلال.
وبناء على ذلك ليس كل ما نتابعه في الأخبار وما نتلقاه كله خير، بل يمكن أن يكون تضليلا Désinformation ، وعملية التضليل هي ما يحكم الإعلام اليوم في العالم، وهي حرب باتت “مشروعة” بين سياسات وجهات على الصعيد الدولي، وأعي وأعرف كيف يتم التضليل، ولذلك، صدقني أخي هشام، لا أريد أن يقحم اسمي في قضية هسبريس، لأني أعي ومن خلال تجربتي الإعلامية والأكاديمية بخصوص الإعلام أن مجرد ذكرك لي شخصيا في سياق قضيتي مع هسبريس، وفي هذا الظرف الراهن أن الأمر يتجاوز القضية ويتعلق بمشاكل أكبر مني وأكبر من هسبريس نفسها، بل يتعلق بتصفية حسابات بين جهات لا أعرفها ولا أريد أن أعرفها وأرفض أن أكون حطبا لحربها، وهذه الجهات قد تكون داخلية أو خارجية، وما قضية هسبريس وهذا العبد الضعيف سوى ذرة لا ترى بالعين المجردة يراد تضخيمها Amplification لغرض هو أكبر، وربما قد يكون أخطر، لا قدر الله.
وكما يقال: عندما تتصارع الفيلة يداس النمل، فلا أريد أن أكون نملة في معركة بين الفيلة ولا حطبا لحرب أكبر مني وربما هي أكبر منك أنت شخصيا أخي هشام!!