نزار بركة: تصريحات مفرغة من المصداقية أم مناورة فاشلة؟

في خطوة مثيرة للجدل، أطلق نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، تصريحات تحاول تقديمه كـ “صوت المعارضة” في قلب الحكومة، وذلك خلال مشاركته في فعالية إطلاق برنامج 2025 سنة التطوع يوم السبت الماضي بإقليم الجديدة. بركة، الذي من المفترض أن يكون جزءًا من الحلول وليس جزءًا من المشكلة، اتخذ من الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد موضوعًا لانتقاد الحكومة والمطالبة بتخفيض الأسعار وتوفير فرص العمل، في الوقت الذي يشغل فيه منصبًا حكوميًا ساميًا.

 

ما يثير الاستغراب هو أن بركة، الذي هو جزءً من الحكومة التي تتحمل مسؤولية الوضع الراهن، يحاول أن يظهر كمن يقف في صف المواطنين البسطاء، مدعيًا الانشغال بقضاياهم. ولكن، كيف له أن يكون مخلصًا في انتقاداته وهو نفسه جزء من نفس الحكومة التي هي بعيدة كل البعد عن معالجة هذه القضايا؟ أليس من باب أولى أن يتخذ خطوات عملية بدلاً من إطلاق تصريحات جوفاء؟

 

المراقبون يرون أن تصريحات بركة تحمل في طياتها أكثر من مجرد انتقاد للوضع الاقتصادي؛ فهي على الأرجح محاولة لتلميع صورته وصورة حزبه أمام الشارع المغربي خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات. حيث يبدو أن بركة يحاول اللعب على الحبلين: من جهة، تقديم نفسه كمناصر لهموم المواطنين، ومن جهة أخرى، استخدام هذا الموقف كورقة لجلب مرشحين جدد. هذا ما يثير تساؤلات مشروعة عن مدى صدق هذه التصريحات ومدى جدوى التزام حزب الاستقلال الحقيقي بتقديم حلول ملموسة.

 

إن هذه التصريحات لا تأتي إلا لتؤكد أن ما جرى ما هو الا حالة من التناقض المفضوح، إذ يبدو أنه يراهن على العزف على أوتار الغضب الشعبي، بينما هو جزء من الحكومة التي تتحمل مسؤولية هذا الغضب. وفي ظل هذا التذبذب بين الموالاة والمعارضة، يُطرح السؤال: هل نحن أمام حزب يريد التغيير فعلاً أم مجرد حزب يبحث عن مصلحته السياسية؟

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة