الجزائر تُحطم الرقم القياسي… ولكن في تراجع صادرات الغاز!

يبدو أن الجزائر قررت خوض سباق نحو القاع في أسواق الغاز المسال، بعد أن سجلت صادراتها خلال يناير 2025 أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد. فبدلًا من أن تفاجئ العالم بزيادة إنتاجها أو توسعها في الأسواق، اختارت أن “تبهر” الجميع بانخفاض صادراتها إلى 0.39 مليون طن فقط، وكأنها تختبر قدرة العالم على الاستغناء عنها!

 

هذا الرقم “القياسي” جاء بعد انخفاض مذهل بنسبة 50% عن الشهر السابق، وأكثر من 63% مقارنة بيناير 2024. واللافت للنظر أن الجزائر لم تكتفِ بهذا الإنجاز، بل قررت تقليص عدد وجهاتها التصديرية إلى أربع دول فقط، وكأنها تفرض على زبائنها نظام “الدعوة الخاصة”!

 

أما إسبانيا، التي كانت من كبار المستوردين، فقد اختفت من القائمة تمامًا للشهر الثاني على التوالي. ويبدو أن مدريد أدركت أن هناك خيارات أفضل من انتظار الجزائر، التي أصبحت تصدّر الغاز بنفس الحماس الذي تصدر به تأكيداتها عن كونها قوة طاقية لا يُستهان بها.

 

في غضون ذلك، تركيا خفّضت وارداتها بنسبة 43%، وفرنسا قررت أن تقلّص مشترياتها بـ 73.7%، ربما بعدما اكتشفت أن هناك مصادر أكثر موثوقية وأقل درامية من الجزائر.

 

كل هذا يحدث بينما يتزايد الطلب المحلي في الجزائر، وينخفض الإنتاج، وتتقلب الأسواق، وسط منافسة شرسة من الولايات المتحدة وقطر وروسيا. كما يبدو أن الجزائر ليست فقط في أزمة تصدير، بل أيضًا في أزمة إدراك لحجم المنافسة، فبينما يتوسع الآخرون، تبقى هي منشغلة في تسجيل أرقام قياسية في عالمها الآخر.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة