مرة أخرى، يظهر وزير التجارة الطيب زيتوني بتصريحات مطمئنة عن “الوفرة الدائمة” و”ضبط السوق”، بينما يبقى الواقع مغايرًا: الطوابير الطويلة، الأسعار المرتفعة، والتضخم ينهش القدرة الشرائية. والوعود نفسها تُكرر كل عام دون أن يلمس المواطن تحسنًا حقيقيًا في حياته.
الأزمة ليست موسمية، بل في فشل السياسة الاقتصادية المستمرة. الحكومة تتعامل مع رمضان وكأنه مفاجأة، بينما المواطن يُترك ليصارع الأسعار والاحتكار طيلة العام. والحديث عن “ثقافة استهلاكية” لا يعدو أن يكون كلامًا فارغًا في ظل غياب الرقابة على الأسعار.
وفي نفس الوقت، لا تفوت السلطات الجزائرية فرصة لتشويه صورة المغرب، متجاهلةً أن الجزائر نفسها تواجه تحديات اقتصادية خطيرة. هل يكفي لوم الآخرين لتبرير فشل الحكومة في تأمين احتياجات المواطنين؟
المواطن الجزائري يريد إجراءات حقيقية وليس وعودًا زائفة. إذا كانت الحكومة جادة في “ضبط السوق”، فعليها أن تبدأ بمواجهة الواقع، بدلًا من إضاعة الوقت في تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.