في العديد من المناطق في المغرب، خصوصًا في المدن الصغيرة والمناطق القروية التي تعاني من نقص وسائل النقل العمومي، تتحول سيارات النقل السري، المعروفة بـ”الخطافة”، إلى قنابل موقوتة تهدد حياة الركاب والمارة. يلجأ أصحاب هذه المركبات إلى استخدام قنينات الغاز كبديل للبنزين، في محاولة للتغلب على الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات، غير مكترثين بالمخاطر التي قد تودي بحياة من يستقلون سياراتهم.
ورغم الجهود التي تبذلها السلطات، من درك وشرطة، لمكافحة هذه الظاهرة من خلال الحملات المتكررة ومصادرة السيارات غير المرخصة، إلا أن هذه الوسيلة الخطيرة للنقل لا تزال تنتشر كالنار في الهشيم، حيث يجد المواطنون أنفسهم مضطرين إلى المجازفة بحياتهم لبلوغ وجهاتهم.
ورغم محاربة “البوطا”، فهي تمثل بالنسبة لهم حلاً اقتصادياً لا غنى عنه، إذ إن الجهاز الذي يحول السيارة للعمل بالغاز لا تتجاوز تكلفته 1500درهم، ويتم تركيبه بسهولة لدى ميكانيكيين متخصصين في هذه التعديلات الغير قانونية.
ان تكلفة تشغيل السيارة بالغاز جد منخفضة مقارنة بالبنزين، لكن الغريب انهم يدركون جيدا أن حياتهم وحياة الركاب معلقة بخيط رفيع، بحيث ان أي تسرب بسيط للغاز قد يؤدي إلى كارثة محققة.