اعتلاء السلالم بين هنا وهناك!?

في الدول الديمقراطية والمتقدمة والمتحضرة ،يعتلي السلالم نحو المناصب ذوي تاريخ ناجح في عدد من المجالات ذات الصلة بالحياة العامة والتدبير في المجال التنفيذي ، والذين غالبا ما يكونون مستندين في تجربتهم على شهادات وديبلومات عليا، اكتسبوها من ارقى الجامعات في بلادهم والعالم.

غالبا ما يبدأ هؤلاء مسارهم عبر تجارب مؤسساتية أو مقاولات صغيرة أو مكاتب محاماة أو في مناصب حكومية تناسب مؤهلاتهم العلمية ومسارهم التكويني ، ويرتقون بالمقاولات وفي المناصب عبر تحقيق نجاحات متوالية وبإضافات مميزة للمجال الذي يعملون فيه.

من الطبيعي ،أن تكون مكافأة النجاح ترقي وسمو وايضا علو وغنى وتميز ومكانة داخل المجتمع .

أما في بلدان اخرى ( لا نقول هنا ولا هناك ) فالمعرف لا يعرف،  الواقع العكس تماما ،إذ تسلط على مجال الحياة العامة وتدبير الشأن العام ،من لا ليس لهم أي مؤهلات علمية ولا فكر ولا مسيرة نجاح حقيقية ،هم أغنياء الصدفة والتبحليس المحسوبية والقرابة والتزلف لكل صاحب منصب أيا كان والفساد .

هم ممن يسعون للوصول إلى أعلى المرتب بكل السبل الغير متعارف عليها او الطبيعية اوالمؤهلة ، والتي يفتقدونها ،وهم هنا لا يبحثون عن نجاح يرقى بمستوى دولهم او يرفع من مستوى شعوبهم ،علميا واقتصاديا ومعيشيا وحضاريا، هم لا يهمهم سوى انفسهم وكفى .

يتلقفون المكاسب المادية والمشاريع بطرق احتيالية لا تمت للشفافية ولا للحكامة والتنافسية بصلة ،بل يكرهون تلك التدابير والقوانين و الكلمات والمصطلحات التي كانت سببا في تقدم العالم.

هم يعتبرونها ويعتبرونه من يدعو لها،عدوهم الأول ، فهي حاجز أمامهم لتحقيق طموحاتهم الفردية تحت شعار ( انا وبعدي الطوفان).

لا يهمهم تقدم ولا استقرار ولا السلم الاجتماعي في بلدانهم ، من يتحدث عن تجاوزاتهم يعتبرونه خارج الوحدة الوطنية وداعي للفتنة .

هؤلاء تسلطوا على كافة مجالات الحياة ،واصبحوا يكنزون الأموال ،من مشاريع مدعومة( ريع ) ومن مناصب مشرية وصفقات غير شفافة وتزلف ورشاوي واعطيني نعطيك وتخويف وتهديد ، فكونوا نخبة تأخذ كل شئ وترمي الفتات للشعب ،فإلى متى ؟

بعد كل هذا ماذا ننتظر ؟

علي الانصاري

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة