في الوقت الذي يفرض فيه دفتر التحملات الخاص بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) توفر البلد المنظم لكأس الأمم الإفريقية على ستة ملاعب بسعة لا تقل عن 15 ألف متفرج، اختار المغرب أن يرتقي بهذه النسخة إلى مستوى استثنائي عبر إضافة ثلاثة ملاعب جديدة، ليصل المجموع إلى تسعة ملاعب مجهزة بأحدث المعايير الدولية.
ورغم هذه الجهود غير المسبوقة، لم يسلم المغرب من حملات التشكيك التي تقودها بعض المنابر الإعلامية الجزائرية، والتي تحاول الترويج لادعاءات واهية حول جاهزية الملاعب. لكن على أرض الواقع، يسير العمل بوتيرة متسارعة، حيث يلتزم المغرب بتسليم جميع الملاعب قبل الموعد المحدد بشهرين إلى ثلاثة، وفق ما تم الاتفاق عليه مع الكاف.
فيما استغرق بناء أحد الملاعب الجزائرية 14 عامًا وآخر 10 سنوات، استطاع المغرب هدم وإعادة بناء ملعبين بالكامل في أقل من سنة، وهما المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ومركب ولي العهد مولاي الحسن بالرباط، الذي سيستضيف مباريات المنتخب الجزائري خلال البطولة.
ولأن لغة الأرقام لا تكذب، فإن الواقع الميداني يفند كل المزاعم المغرضة، حيث تعمل فرق الإنشاءات المغربية على مدار الساعة لإنجاز المشاريع وفق أعلى المعايير الدولية. وحتى في سيناريو افتراضي يفترض عدم جاهزية بعض الملاعب، فإن ستة ملاعب متكاملة كافية تمامًا لتنظيم البطولة، وهو الحد الأدنى المطلوب من الكاف، مما يجعل كل الادعاءات مجرد زوبعة إعلامية.
من بين المزاعم التي تم الترويج لها، تلك التي تخص مركب ولي العهد مولاي الحسن، حيث تداولت بعض المنابر الإعلامية صورة للأشغال الجارية به، مدعية أنه لن يكون جاهزًا في الموعد المحدد. لكن الواقع أن هذا المركب تم هدمه بالكامل وإعادة بنائه وفق تصميم جديد يتماشى مع حجم الحدث القاري، وهو ما ينطبق أيضًا على المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله.
المغرب، الذي يضع معايير التنظيم في أعلى المستويات، يواصل التزامه بتقديم نسخة استثنائية من كأس إفريقيا، بينما يظل خطاب التشكيك مجرد فقاعات إعلامية لا تصمد أمام الحقائق على الأرض.