جواز الشباب: وعد بتسهيلات … هل سيتحقق بالشكل المطلوب؟

في خطوة تسعى إلى تعزيز مشاركة الشباب المغربي في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، أطلق وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، مبادرة “جواز الشباب” التي تقدم العديد من الامتيازات للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة. ورغم الإعلانات المتكررة حول تعميم هذه المبادرة في مختلف أرجاء المملكة، يبقى التساؤل قائماً حول مدى فعالية هذه المبادرة وقدرتها على تلبية احتياجات وتطلعات الشباب في واقع ملموس.

 

فمن أبرز الوعود التي رافقت إعلان وزير الثقافة عن الجواز، كانت تقديم تخفيضات على الإقامة في أماكن الإيواء، حيث ذكر في أكثر من مناسبة أن عدد هذه الأماكن يبلغ 50. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعكس هذا الرقم حقيقة الاحتياجات الفعلية للشباب في فصل الصيف، خصوصًا في ظل الإقبال الكبير الذي تشهده مختلف المدن المغربية؟ هل ستكون هذه الأماكن قادرة على استيعاب أعداد الشباب الذين يتطلعون للاستفادة من هذه الامتيازات؟

 

وعلى الرغم من أن الجواز قد يساهم في تسهيل تنقل الشباب بين المدن وتوفير فرص الإقامة والخدمات الثقافية والرياضية، إلا أن العديد من الشباب في المناطق القروية قد لا تكون لديهم فكرة واضحة عن هذا المشروع، أو قد يواجهون صعوبات في الوصول إلى هذه الخدمات. فهل تم أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار؟ هل تم تقديم حملات توعوية للمجتمعات الريفية حول هذا الجواز وكيفية الاستفادة منه؟

 

يبدو أن “جواز الشباب” قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن تنفيذه يبقى مشوبًا بالكثير من التحديات التي تحتاج إلى حلول ملموسة لضمان استفادة جميع الشباب المغاربة، في المدن الكبرى والأرياف على حد سواء، من هذه المبادرة بشكل حقيقي.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة