يبدو أن عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لم يتعلم شيئًا من الهزيمة القاسية التي مُني بها حزبه في الانتخابات السابقة، ولا يزال يبيع الوهم لأتباعه عبر خطاب متكرر وممل، يخلط فيه الدين بالسياسة، ويصور حزبه كأنه طوق النجاة الوحيد للمغاربة.
فخلال كلمته في الملتقى الجهوي للهيئات المجالية بجهة الدار البيضاء-سطات، ظهر ابن كيران كعادته متحمسًا، لكن حديثه لم يحمل أي جديد، سوى إعادة تدوير نفس العبارات المستهلكة حول “المرجعية الإسلامية” و”التضحية من أجل الوطن”، وكأن المغاربة نسوا كيف أدار البلاد لعشر سنوات انتهت بأزمة اقتصادية خانقة، وقرارات جائرة بحق الطبقات الفقيرة.
ابن كيران دعا أعضاء حزبه إلى الاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة، متحدثًا بثقة زائفة عن تصدر حزبه للمشهد السياسي، متجاهلًا أن الشارع المغربي لفظه ولف حزبه في انتخابات 2021، بعدما سئم من وعوده الزائفة وسياساته التي عمقت الفقر والبطالة. والأكثر سخرية أنه يحاول الآن إقناع المواطنين بأن الامتناع عن التصويت يخدم الفاسدين، وكأن حزب “المصباح” كان رمزًا لا مثيل له عندما قاد الحكومة!
لم ينسَ ابن كيران أيضًا استدعاء الورقة الدينية التي لطالما استخدمها لاستعطاف الناخبين، مؤكدًا أن “المرجعية الإسلامية” لا تتقادم، وأن الله يمنح المدد لمن يحملها! لكن ألم يكن هذا الحزب هو من رفع الدعم عن الفقراء، وضاعف أسعار المحروقات، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، بينما قياداته تنعم بالمعاشات السمينة؟ أي مدد إلهي يتحدث عنه بعد كل هذه الكوارث؟
يجب على ابن كيران وجماعته ان يتأكدو بأن المغاربة ادركوا ألاعيبهم، وأن رهانهم على استعادة أمجادهم الانتخابية محض وهم. و ان لا شيء جديد في خطابات ابن كيران سوى المزيد من الاستعراض الفارغ، واللعب على العواطف الدينية، والتغافل عن الفشل الذريع الذي قاد حزبه إلى الهامش السياسي. ربما حان الوقت ليعترف أن زمن الشعارات انتهى، وأن المغاربة لم يعودوا يصدقون مسرحياته الهزلية.