العالم على أعتاب تحولات جذرية في سوق العمل.. أي المجالات ستنمو وأيها ستتراجع؟

يشهد سوق العمل العالمي تحولات كبيرة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية، والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، والتغيرات الديموغرافية، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والتفتت الجغرافي.

 

ووفقًا لتقرير “مستقبل الوظائف لعام 2025” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يتراجع عدد الوظائف بمقدار 92 مليون وظيفة بحلول عام 2030، بينما سيجري استحداث 170 مليون وظيفة جديدة، ما يعني زيادة صافية تقدر بـ 78 مليون وظيفة.

 

وفقًا لاستطلاع شمل أكثر من 1000 من كبار أصحاب العمل العالميين، فإن الوظائف الأسرع نموًا بحلول 2030 ستكون مدفوعة بالتطورات التكنولوجية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتوسع الرقمي.

 

ومن المتوقع أن تشهد بعض الوظائف نموًا هائلًا خلال السنوات الخمس المقبلة، أبرزها:

 

مطورو البرامج والتطبيقات (57%)

أخصائيو إدارة الأمن (53%)

متخصصو تخزين البيانات (49%)

متخصصو السيارات ذاتية القيادة والسيارات الكهربائية (48%)

مصممو واجهة المستخدم وتجربة المستخدم (48%)

سائقو الشاحنات الخفيفة أو خدمات التوصيل (46%)

متخصصو إنترنت الأشياء (42%)

محللو البيانات والعلماء (41%)

 

على الجانب الآخر، تشهد الوظائف التقليدية المكتبية انخفاضًا تدريجيًا، حيث تراجع الطلب على العديد من الأدوار بسبب الرقمنة والأتمتة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الذي يحل محل المهام الإدارية والروتينية. وتشمل الوظائف الأكثر تضررًا:

 

المساعدون الإداريون والأمناء التنفيذيون (-20%)

عمال الطباعة والمهن ذات الصلة (-20%)

موظفو المحاسبة وكشوف المرتبات (-18%)

كتبة تسجيل المواد وحفظ المخزون (-16%)

الباعة (-14%)

 

قطاع الزراعة والتوصيل

تُعد الزراعة من القطاعات الأكثر نموًا في سوق العمل، حيث يُتوقع خلق 49 مليون وظيفة جديدة، يقابلها فقدان 14.1 مليون وظيفة، ما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 34.9 مليون وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يمثل 45% من إجمالي صافي نمو الوظائف عالميًا.

 

وفي قطاع التوصيل والخدمات اللوجستية، من المتوقع أن يزداد عدد سائقي الشاحنات الخفيفة وخدمات التوصيل بمقدار 9.8 مليون وظيفة، في حين سيشهد سائقو السيارات والشاحنات والدراجات النارية زيادة قدرها 4.1 مليون وظيفة.

 

يُتوقع أن يسهم قطاع الأغذية في نمو الوظائف، مع إضافة 4.3 مليون وظيفة للعاملين في تجهيز الأغذية، و2.8 مليون وظيفة في قطاع تقديم الطعام والمشروبات.

 

أما قطاع الرعاية الصحية، فسيشهد زيادة في أعداد العاملين في التمريض (3.1 مليون وظيفة) والعاملين في الرعاية الشخصية (1.6 مليون وظيفة)، ولا يُتوقع حدوث انخفاض في هذه الوظائف، مما يعكس الحاجة المتزايدة لهذه الخدمات بالنظر إلى عامل التقدم في العمرلسكان دول العالم.

 

ويحتل بائعو المتاجر المرتبة الخامسة بين الوظائف الأسرع نموًا، بزيادة صافية قدرها 4.3 مليون وظيفة. لكن هذا النمو يأتي رغم انخفاض عدد الوظائف في هذا القطاع بمقدار 6.1 مليون وظيفة، ما يعكس التغيرات المتسارعة في قطاع البيع بالتجزئة بسبب التشغيل الآلي والتحول الرقمي.

 

وتتصدر وظائف حجز التذاكر والمحاسبة قائمة الوظائف الأكثر تضررًا، حيث يُتوقع فقدان 16.3 مليون وظيفة للصرافين والعاملين في حجز التذاكر بحلول عام 2030، وهو ما يمثل 18% من إجمالي خسائر الوظائف عالميًا. ومع زيادة عدد الوظائف في هذا المجال بمقدار 2.7 مليون وظيفة، ستكون الخسارة الصافية 13.7 مليون وظيفة.

 

كما سيواجه المساعدون الإداريون خسارة صافية قدرها 6.1 مليون وظيفة، إلى جانب وظائف أخرى مثل:

 

كتبة تسجيل المواد وحفظ المخزون (-2.64 مليون وظيفة)

موظفو المحاسبة وكشوف المرتبات (-1.65 مليون وظيفة)

كتبة إدخال البيانات (-0.5 مليون وظيفة)

مصممو الجرافيك (-0.36 مليون وظيفة)

 

إلى جانب التحولات في سوق العمل، تتغير المهارات المطلوبة بسرعة. ووفقًا للتقرير، فإن 39% من المهارات الحالية للعمال ستصبح قديمة أو ستتطلب تحديثًا بحلول عام 2030، ما يستلزم استثمارًا أكبر في التدريب وإعادة التأهيل المهني لضمان القدرة على مواكبة التغيرات المستقبلية في سوق العمل.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة