تفوق مغربي وفشل جزائري… شاكمان الصينية تفتتح مصنعها في برشيد

في صفعة تاريخية غير مسبوقة للكابرانات وهذه المرة في قطاع الصناعة الثقيلة، أعلنت مجموعة “بريميوم” بالتعاون مع الشركة الصينية “شاكمان” عن إنتاج أول شاحنة من طراز X6000 في مصنعها بمدينة برشيد. هذه الشاحنة التي تُعد واحدة من أقوى الطرازات عالميًا، حيث تُعتبر نقلة نوعية في مجال صناعة الشاحنات في المغرب، الذي يواصل تعزيز مكانته في الصناعة الثقيلة، محققًا خطوات ثابتة نحو تطوير القطاع.

 

تأتي الشاحنة بمحرك ديزل من نوع “كامنز” بسعة 16.6 لترًا، مقترن بناقل حركة أوتوماتيكي بـ 16 سرعة، مما يمنحها قوة هائلة تصل إلى 800 حصان. كما أنها متوافقة مع معايير “يورو 5” البيئية، ما يعني أنها تلتزم بأعلى معايير السلامة والكفاءة. من بين أبرز التقنيات المتوفرة في هذه الشاحنة المتطورة، نجد نظام كشف النعاس ونظام التتبع الفوري عن بُعد، وهي تقنيات تجعلها من الطرازات الرائدة في الأسواق الدولية.

 

لكن بينما يواصل المغرب مسيرته في تطوير قطاع الصناعة الثقيلة، لا يزال العالم الاخر، يعاني من آثار الفشل في التعامل مع مختلف الشركات الرائدة في العالم. ففي وقتٍ مضى، كانت الجزائر تمثل سوقًا استراتيجيًا للشركات الصينية، حيث استحوذت “شاكمان” على 80% من الحصة السوقية في الجزائر. وكان من المتوقع أن تؤسس الشركة مصنعًا في سطيف لإنتاج الشاحنات، ولكن لسوء الحظ، باءت هذه الطموحات بالفشل بسبب انهيار نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2019، واعتقال الشريك المحلي أحمد مازوز.

 

المأساة الجزائرية تكمن في أن السلطات الجزائرية، التي تولت بعد ذلك الإشراف على المصنع، لا تملك الخبرة الكافية في القطاع الصناعي، ما أدى إلى تعثر المشروع وتراجعه. وفي النهاية، تم بيع العلامة لشركة “كارغو كونيكت” في عام 2024 وذلك في ظروف غامضة. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والإداري، لم تفلح هذه المحاولات في إعادة “شاكمان” إلى دائرة الضوء في الجزائر.

 

فبينما يواصل المغرب تقدمًا ملحوظًا في الصناعة الثقيلة، تظل الجزائر غارقة في تعقيدات إدارية وشح في الخبرات، مما يجعل السوق الجزائرية عاجزة عن استغلال الفرص التي توفرها الشركات العالمية. حيث يبدو أن الجزائر، رغم محاولاتها المتعددة، لن تتمكن من اللحاق بالركب في الصناعة الثقيلة، بينما المغرب يواصل تطوير قطاعاتها الصناعية والنهوض بها نحو آفاق جديدة.

 

إن دخول “شاكمان” إلى السوق المغربية يبرز ببساطة الفجوة الكبيرة بين تقدم المغرب واستمرار الجزائر في التخبط الإداري والصناعي و اللاوعي. الشيء الذيوكان متوقعة منذ البداية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة