نشرت صحيفة “الجزائر الآن” مقالًا يسخر من جهود المغرب في التنقيب عن النفط والغاز، متناسيةً الواقع المرير الذي تعيشه الجزائر، رغم كونها من أكبر مصدري الطاقة في العالم. يبدو أن الصحيفة أرادت التقليل من طموحات المغرب، لكنها لم تُدرك أن بيتها الزجاجي لا يحتمل ضربات الواقع.
إذا كان المغرب يواجه تحديات جيولوجية في مساعيه لاستكشاف النفط والغاز، فإنه في المقابل يبني اقتصادًا متنوعًا ومستدامًا، قائمًا على الطاقات المتجددة والصناعات الحديثة. بينما الجزائر، التي تعوم على بحر من النفط والغاز، لم تفلح في توفير حياة كريمة لمواطنيها، حيث يعاني الشعب من البطالة، وسوء الخدمات، وأزمات معيشية لا تنتهي.
جريدة “الجزائر الآن” سخرت من عمليات التنقيب المغربية في مناطق مثل العرائش وتندرارة، دون أن تُلقي نظرة إلى الداخل، حيث تبددت مداخيل النفط والغاز في صراعات سياسية وفساد ممنهج، بدلًا من استثمارها في تحسين البنية التحتية أو تطوير اقتصادها الوطني.
على النقيض، يسير المغرب بخطى ثابتة نحو المستقبل، من خلال مشاريع طموحة مثل أكبر محطة للطاقة الشمسية في ورزازات، واستثمارات ضخمة في الربط الكهربائي الإقليمي، مما يجعله نموذجًا يُحتذى في بناء اقتصاد مستقل عن الموارد الناضبة.
ردًا على “الجزائر الآن”، نقول: إن سخريتكم من المغرب هي محاولة يائسة لصرف الأنظار عن واقعكم. كيف لدولة تعتمد بشكل كامل على النفط والغاز أن تسخر من دولة تضع أسسًا لمستقبلٍ مستدام؟ الجزائر ليست بحاجة إلى السخرية من الآخرين، بل إلى وقفة مع النفس لفهم كيف تحولت نعمة النفط والغاز إلى لعنة على شعبها.
في النهاية، يكمن الفرق في الرؤية: المغرب يعمل على بناء المستقبل، بينما الجزائر عالقة في ريع الماضي.