من ينشر الطاقة السلبية (1/3)؟

لربما من أكثر من يروج وينشر الطاقة السلبية بين المواطنين وفي أرجاء البلاد، ويشكك في المشاريع الوطنية والاصلاحات ويقلل من تفاؤل المواطن بمستقبل البلاد والخطاب السياسي ، هو استمرار بعض الوجوه “الفاسدة” في المشهد السياسي وإصرارها على الظهور والتمسك بـ ” المناصب و المسؤوليات” وامتناعها عن الانسحاب بهدوء .

فعندما يجد المواطن نفسه مرغما على متابعة ، توالي شخصيات تدور حولها شكوك الفساد واستغلال المناصب والولاءات والقرابة و…. على مناصب المسؤولية وعلى ممارسة السياسة والتحدث باسم المواطن ومشاكله ،والتغني بنزاهة مفتقدة ، يمل ويفقد المصداقية في أي فعل أو مشروع أو خطاب سياسي .

كيف للمواطن أن يثق في إمكانية مستقبل أفضل في ظل تمسك بعض “الفاشلين” بمناصب سياسية وحكومية ، وصلوا لها بدون جدارة واستحقاق ،إما عبر ولاءات شخصية أو قرابة أو محسوبية أو عن طريق أحزاب سياسية تتشدق بالنزاهة وهي أول من يخرق قواعدها ومعاييرها.

كيف للمواطن أن يفهم ويثق في واقع يشاهد فيه من اغتنوا ( فسادا) يزدادون غنى في غياب أية مساءلة ،من اين لك هذا؟ ” رغم ما يدور حولهم من شكوك وينشر من حقائق لا يتم فتح تحقيق فيها”.

كيف للمواطن البسيط أن يثق في مشهد ، يبحث فيه ابنه عن عمل كريم ،حاملا شهادته الجامعية ،و التي اكتسبها بعد سنوات من الجهد والكد وتضحيات والديه، ولا يجد سوى ” البطالة ” بينما يتم توظيف ابن فلان وفلان قبل تخرجه في أفضل مؤسسات الدولة برواتب كبيرة دون أن يمر من أية مؤسسة عليا.

كيف لا تنتشر السلبية ، ونحن نجد ” البعض” امتهن ” التبحليس ولحس الكآبة والصباط والرشوة والتسخار و تقبيل المؤ…. ” متخذا ذلك سبيلا و” ديبلوما ” أو كفاءة و”فهلوة” وميزة للوصول لأعلى المراتب، ويصل ويعتلي المسؤوليات بينما لا تصل ” الكفاءات الحقة” لما تستحق وتظل مهمشة.

من ينشر الطاقة السلبية والإحباط والتذمر إذن في البلاد؟

علي الانصاري

 

 

 

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة