بوعلام صنصال في وحدة العناية المركزة ونداءات للإفراج عنه

نُقل الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى بالعاصمة الجزائرية، حيث تصاعدت الأجواء المؤلمة في باريس مع أمسية تضامنية نظمت ليل الإثنين، جمعت شخصيات سياسية، ناشرين، كتابًا وصحافيين، جميعهم يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب الموقوف.

 

في تلك اللحظة التي بدا فيها العالم كله في حالة ترقب، وقف المحامي فرنسوا زيمراي أمام الجمهور ليعلن بصوت متقطع أن “موكلي ليس في حالته الصحية الجيدة، فقد أُعيد إلى المستشفى مرة أخرى، ولم تسر نتائج الفحوصات الأخيرة على ما يرام”.

وأضاف بصوت متهالك “أنا أطلق نداءً، وسأواصل القيام بذلك بأشكال أخرى، إلى السلطات الجزائرية لكي تتصرف بإنسانية بكل بساطة في هذه القضية”.

 

كانت تلك الصدمة القاسية الثانية لصنصال، الذي يتمتع بسمعة ثقافية بارزة، تضعه في موقف لا يحسد عليه، بينما هو يعاني في وحدته، وكأن صحته تمثل جائزة على صموده. “إنها المرة الثانية، بناءً على طلبه”، قال زيمراي بمرارة، مشيرًا إلى وضع صنصال الصحي الحرج وتعرضه لمزيد من النكسات. “ماذا يمكن أن نتوقع؟ يبدو أنهم لا يدركون هشيش حالته”، وأضاف “لو حدثت وفاته، ستكون كارثة، ستبقى ندوبها لعقود”.

 

لم تقتصر الصدمة على زيمراي وحده، بل انتشرت كالدوامة بين الحاضرين، حيث تقدم كمال داود، الكاتب الفرنسي الجزائري الشهير، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق برنار كازنوف، على المنصة، ليطالبوا جميعًا بالإفراج الفوري عن صنصال. وصفه داود بـ “الجوهرة التي يجب حمايتها”، بينما تحدث كازنوف عن حقه في الحرية والتعبير، مؤكدًا أن “هذه المعركة هي ضد القمع وضد النسيان”.

 

في مشهد مأساوي لا يُنسى، كانت صورة صنصال تتضح وسط زنازين سجن القليعة في الجزائر العاصمة، حيث ألقي القبض عليه بلا رحمة يوم 16 نونبر  وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، لم تكن تلك الاعتقالات عشوائية، بل كانت نتيجة تصريحات أدلى بها صنصال لموقع “فرونتيير” الإعلامي الفرنسي، الذي تبنى موقفًا مغربيًا يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة لصالح الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي.

 

في يوم 11 دجنبر، رفضت محكمة العاصمة الجزائرية طلب الإفراج المؤقت عن صنصال، ما شكل ضربة جديدة لآمال محبيه. أصبحت معاناته معقودة بتجربة مريرة بين القضبان، بينما يردد صدى صوته في كل زاوية من مسارح باريس، مضيئًا في كل كلمة ونفس. هؤلاء المتضامنون الذين ألقوا عليه الضوء في تلك الأمسية، كانوا شريانًا ممدودًا للأمل في وجه قسوة السلطات الجزائرية، داعين إلى إعادة النظر في قضية صنصال كقضية إنسانية أولًا.

 

إقرأ أيضا…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة