لقاء بمونريال حول “إسهامات الجالية المغربية في كندا”

شكل موضوع الهجرة المغربية إلى كندا ومساهمة أفراد الجالية وكذا التحديات التي تواجهها، محور ندوة تم تنظيمها مساء أمس الخميس بمونريال.

شارك في هذا اللقاء، الذي نظمه المركز الثقافي المغربي (دار المغرب) ومعهد (متروبوليس)، خبراء في قضايا الهجرة والجاليات، تبادلوا خلاله وجهات النظر حول الهجرة المغربية إلى كندا وإسهامات أبناء هذه الجالية.

وأكدت مديرة المركز الثقافي المغربي (دار المغرب) بمونريال، هدى الزموري، أن الهجرة تشكل بالنسبة للمملكة رهانا استراتيجيا هاما، موضحة أنها تعد “محركا للتنمية الاقتصادية، وعاملا لتعزيز التبادل الثقافي، ومصدرا لا ينضب للإبداع والصمود”.

وأشارت إلى أن الجالية المغربية في المهجر استطاعت، في مواجهة تحديات الاندماج والاعتراف بالمؤهلات المهنية، التموقع كركيزة حقيقية للمجتمع الكندي، مضيفة أن هذه الجالية تخلق جسورا بين البلدين، مما يثري الحوار بين الثقافات ويسهم في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بكندا.

وأبرزت أن هذه المساهمة تتجلى أيضا من خلال نسيج جمعوي كثيف وفاعل، مضيفة أن تاريخ الهجرة المغربية إلى كيبيك وكندا يجسد أهمية التفاهم بين الثقافات والاندماج الاجتماعي من أجل بناء مجتمع متنوع ومتماسك.

من جانبه، قدم رئيس جمعية الدراسات الكندية، جاك جدواب، لمحة ديمغرافية عن الجالية المغربية في كندا، استنادا إلى معطيات الإحصاء الأخير للسكان الكنديين.

ويستقر معظم أفراد هذه الجالية في مقاطعة كيبيك، وتحديدا في مونريال، وفق ما أكده الباحث الذي يشغل أيضا منصب رئيس معهد متروبوليس، مسجلا ارتفاعا طفيفا في عدد السكان من أصل مغربي في أونتاريو خلال السنوات الأخيرة.

وتناول السيد جدواب تأثير الجالية المغربية على المجتمع الكندي، وارتباطها ببلدها الأصلي ومساهمتها الثقافية الهامة.

وتطرق الخبير في قضايا الهجرة إلى الدور الهام الذي تضطلع به هذه الجالية في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والنهوض بالعلاقات بين الشعبين.

من جهته، استعرض أستاذ الاقتصاد والمتخصص في قضايا الهجرة والجاليات، المهدي لحلو، معطيات دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط والدراسة التي أجرتها الشبكة الأكاديمية حول الهجرة في شمال إفريقيا بين سنتي 2020 و2021 من أجل فهم أفضل لطبيعة وخصائص الجالية المغربية المقيمة في كندا.

وأوضح السيد لحلو أن هذه الفئة من الساكنة تتسم بكونها شابة، مسجلا الهجرة المتزايدة للأشخاص ذوي المؤهلات المهنية العالية، والذين يساهمون في خلق قيمة مضافة في كندا.

ولاحظ بروز موجات جديدة للهجرة نحو غرب البلاد، خاصة نحو مقاطعات ألبرتا وكولومبيا البريطانية وساسكاتشوان.

وأضاف السيد لحلو أن حوالي 76 بالمائة من أفراد هذه الجالية نشطون، مضيفا أن المهاجرين المغاربة في كندا يعملون في قطاعات عدة، لاسيما التعليم والخدمات الاجتماعية والصحة والمالية.

وناقش باقي المتدخلين خلال هذا اللقاء، قضايا الاندماج والاعتراف بالمؤهلات المهنية، وكذا سبل تشجيع استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج في بلدهم الأصل.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة