أبهرت مجموعة من نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بالمغرب، مساء أمس الخميس بمسرح محمد الخامس بالرباط، الجمهور بعرض مسرحي تحت عنوان “كيف الحال؟”، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للنزيل الذي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء في التاسع من دجنبر كل سنة.
وشكل هذا العرض المسرحي الهادف، الذي أشرف على كتابته وإخراجه عدد من أطر المندوبية ومتخصصون في المجال، وشارك في تشخيصه 43 من النزلاء تم انتقاؤهم من 14 مؤسسة سجنية من طرف لجنة مختصة، فرصة للنزلاء لإبراز مواهبهم ونافذة لهم لمشاركة إبداعهم مع فئة عريضة من الجمهور.
وبرعت الفرقة المسرحية في تقديم عرض مسرحي راقٍ ومتكامل تشخيصا ونصا، تطرقت فيه، من خلال ثلاثة فصول تخللتها فواصل ميلودرامية ورقصات كوريغرافية غاية في الرمزية، إلى مواضيع تمس واقع المجتمع من قبيل “التزويج القسري للفتيات القاصرات” و**”الاتجار في البشر عن طريق الهجرة غير الشرعية”** فضلا عن “ندرة المياه والمحافظة عليها”.
وحرص النزلاء الممثلون، من خلال هذا العرض الذي مزجوا فيه ألوانا من الفنون تنوعت بين الزجل والغناء والعزف والهيب-هوب بطابع يحتفي بـالوطنية والهوية والتراث المغربي الأصيل، على نقل رسائل اجتماعية توعوية بالغة الأهمية، مبرهنين على قدرتهم على الإسهام إيجابا في مجتمعهم من داخل المؤسسات السجنية.
وقال مدير العمل الاجتماعي والثقافي بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إدريس أكلمام، في تصريح للصحافة بالمناسبة، “إن اليوم الوطني للنزيل محطة سنوية تأتي تكريسا للتوجه الاستراتيجي للمندوبية، والهادف للانفتاح على الفعاليات المجتمعية من خلال إبداعات النزلاء“.
وأكد السيد أكلمام أن من شأن هذه الفعالية ومثيلاتها تمكين النزلاء من التفاعل الإيجابي مع المجتمع عبر “تغيير التمثل المجتمعي السلبي لهذه الفئة من المواطنين”، فضلا عن كونها فرصة للمندوبية لإبراز المواهب والكفاءات التي تزخر بها المؤسسات السجنية.
من جانبه، قال المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، عبد الواحد جمالي الإدريسي في تصريح مماثل، “إن الاحتفال بـاليوم الوطني للنزيل يترجم الفلسفة القائمة على تخطي مفهوم العقاب نحو تكريس مفهوم التهذيب والإصلاح” في المؤسسات السجنية التي اعتبر أنها صارت “محطة ثانية فعلية تعمل على تأهيل النزلاء لما بعد السجن”.
وأضاف أن اليوم هو أيضا فرصة لهؤلاء النزلاء “لإبراز بعض من المؤهلات التي اكتسبوها داخل المؤسسات السجنية والتأكيد على أنهم جزء فاعل من النسيج المجتمعي وأنهم قادرون على المشاركة في تنمية مجتمعهم”.
من جهتهم، عبر النزلاء عن امتنانهم لـالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على الفرصة التي أتاحتها لهم للمشاركة في الاحتفاء بـاليوم الوطني للنزيل وشكرهم للأطر التي سهرت على إنجاح هذا العرض، مؤكدين أن هذه المشاركة شكلت أيضا متنفسا كبيرا وفرصة للتعلم وللمشاركة وتبادل المعارف.
وتم أيضا بمناسبة هذا اليوم تنظيم معرضين فنيين يضمان مجموعة من إبداعات نزلاء المؤسسات السجنية عبر التراب الوطني في كل من الفن التشكيلي والصناعة التقليدية.