افتتحت الدورة الـ21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش يوم السبت الماضي، معلنة بداية أسبوع مليء بالإبداع السينمائي.
في الندوة الصحفية التي أُقيمت في قاعة السفراء، تحدث أعضاء لجنة التحكيم، حيث أكد رئيس اللجنة، المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، على أهمية المهرجان في تسليط الضوء على السينما كوسيلة فعّالة للتواصل الثقافي والفني. وأشار جوادانيينو إلى أن الأفلام الحقيقية هي التي تثير الجدل وتفتح الأفق لمناقشات جديدة قد تغيّر آراء المتلقين حول قضايا كانت تُعتبر من المحظورات. وأضاف أن المهرجان لا يقتصر على عرض الأعمال المتميزة فحسب، بل يسعى أيضاً لتسليط الضوء على قضايا إنسانية تهم الجمهور من مختلف أنحاء العالم.
الممثلة المغربية نادية كوندا، عضو اللجنة، تحدثت عن روح التعاون بين الحكام الذين سيتبادلون الآراء ويستعرضون الأفلام، ما يساهم في تعزيز العلاقة بين أعضاء اللجنة ويشجع على التفاعل المثمر. وأشارت إلى تنوع البرمجة هذا العام، التي تضمن مجموعة من الأفلام من مختلف القارات والثقافات، مما يعكس اهتمام المهرجان بتقديم تجارب سينمائية جديدة من مخرجين شباب يتطلعون إلى كسر الحدود التقليدية للفن السابع.
تكريمات لامعة في اليوم الأول
أبرز ما ميز اليوم الأول كان تكريم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ، الذي تسلم “النجمة الذهبية” للمهرجان من الممثلة الألمانية ديان كروغر. وأعرب كروننبرغ عن تقديره للمملكة المغربية ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيراً إلى فخره الكبير بالجائزة التي تُكلل مسيرته السينمائية الممتدة على مدار خمسين عاماً.
استقطب اليوم الثاني حضوراً مميزاً من النجوم العالميين، الذين أضافوا لمسات خاصة على السجادة الحمراء. نجمات السينما تألقن بالأزياء المغربية التقليدية، ما منح الحدث طابعاً فريداً، حيث شهدت السجادة الحمراء تفاعلاً كبيراً بين الفنانين والجمهور، وسط أجواء من الحماس والترقب.
في اليوم الثالث، استمتع الحضور بمجموعة من العروض السينمائية التي شملت أفلاماً من مختلف الأنواع، من الوثائقي إلى الدراما والكوميديا. ناقشت هذه الأعمال قضايا إنسانية واجتماعية ملحة، واستحوذت على إعجاب الجمهور، مما جعل هذا اليوم محطة أساسية لعشاق الفن السابع.
جلسات حوارية وورش عمل غنية
رافق العروض السينمائية تنظيم جلسات حوارية وورش عمل استقطبت مخرجين ونقاداً سينمائيين. في إحدى الجلسات، تم التطرق إلى دور السينما في تغيير المفاهيم الاجتماعية والسياسية، وكيف يمكن أن تساهم في نشر الوعي حول قضايا إنسانية عالمية. كما تم استعراض تطور صناعة السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تسليط الضوء على دور المهرجانات في دعم المواهب الشابة وصناعة السينما المستدامة.
اليوم الثالث بحفل موسيقي ضخم، حيث تم تقديم عروض فنية تعبيرية عن تاريخ السينما المغربية والسينما العالمية. الأجواء الاحتفالية جعلت هذا اليوم لا يُنسى، حيث تمتع المشاركون والجمهور بتجربة فنية متميزة.
تستمر فعاليات مهرجان مراكش الدولي للفيلم حتى التاسع من دجنبر الجاري، مع تقديم المزيد من العروض والفعاليات التي تؤكد على مكانة المهرجان كأحد أبرز المهرجانات السينمائية العالمية.