الرياضة ليست دائمًا ساحة للمتعة والحماس، إذ تحمل في طياتها أحيانًا جوانب مظلمة. بعيدًا عن إصابات اللاعبين أو لحظات وداعهم عند الاعتزال، شهدت الملاعب عبر السنوات حوادث أليمة أودت بحياة مشجعين، سواء بسبب أحداث شغب أو حوادث عرضية.
شهد جنوب شرق غينيا مأساة جديدة في عالم الرياضة، حيث لقي 56 شخصًا مصرعهم إثر تدافع الجماهير خلال مباراة لكرة القدم. هذه الحادثة الأليمة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت الملاعب الرياضية العديد من الحوادث المماثلة حول العالم.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز تلك المآسي، من الأحدث إلى الأقدم، فهل تذكر بعضًا منها؟
سبعة حوادث خلال القرن الحالي
- إندونيسيا 2022: في أكتوبر من عام 2022، هزّت إندونيسيا كارثة رياضية مروعة، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق جماهير اقتحموا الملعب عقب مباراة بين فريقي “أريما إف سي” و”بيرسيبايا سورابايا” في مدينة مالانغ. كانت المباراة قد انتهت بخسارة الفريق الأول بثلاثة أهداف لهدفين، ما أثار غضب المشجعين ودفعهم لاجتياح أرضية الملعب. أدى التدخل الأمني إلى حالة من الذعر والتدافع، خلّفت 135 قتيلًا ومئات المصابين، في واحدة من أكثر المآسي دموية في تاريخ كرة القدم.
- الكاميرون 2022: في يناير من نفس العام، لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب 38 آخرون في تدافع حدث قبل مباراة دور الستة عشر لكأس الأمم الأفريقية بين الكاميرون وجزر القمر في ياوندي أوليمبي.
- مصر 2012: في مدينة بورسعيد، قُتل ما لا يقل عن 73 شخصًا وأصيب أكثر من 1000 في أعمال شغب عقب مباراة بين فريقي المصري والأهلي. تم تعليق الدوري المصري لمدة عامين بعد هذه الحادثة المأساوية.
- ساحل العاج 2009: في أبيدجان، قُتل ما لا يقل عن 19 شخصًا خلال الفوضى في ملعب “فيليكس هوفويت بوانيي” قبل مباراة تصفيات كأس العالم ضد مالاوي.
- غانا 2001: قُتل حوالي 126 شخصًا في تدافع في ملعب أكرا بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المشجعين الذين أثاروا الشغب.
- جنوب أفريقيا 2001: في جوهانسبرغ، قُتل 43 شخصًا عندما حاول مشجعو كرة القدم اقتحام ملعب إليس بارك في منتصف مباراة بالدوري الممتاز.
ثمانية حوادث مسجلة في القرن الماضي
- غواتيمالا 1996: قُتل 82 شخصًا وأصيب أكثر من 147 عندما رمت حشود من المشجعين مقاعد وسلالم في مباراة تصفيات كأس العالم بين غواتيمالا وكوستاريكا في مدينة غواتيمالا.
- فرنسا 1992: في ملعب فورياني في مدينة باستيا، انهار مدرج قبل نصف نهائي كأس فرنسا ضد أولمبيك مرسيليا، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا وإصابة أكثر من 2300.
- جنوب أفريقيا 1991: قُتل 42 شخصًا في تدافع خلال مباراة ما قبل الموسم في ملعب أوبنهايمر في مدينة أوركني بين كايزر تشيفز و أورلاندو بايرتس.
تفاصيل حوادث الثمانينات
- بريطانيا 1989: في ملعب هيلزبورو في شيفيلد، سحق 96 من مشجعي ليفربول حتى الموت في ساحة مكتظة ومحاطة بسياج قبل مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليفربول ونوتنغهام فورست.
- نيبال 1988: في ملعب كرة القدم الوطني في نيبال، أدى الاندفاع نحو المخارج المغلقة خلال عاصفة باردة إلى مقتل أكثر من 90 مشجعًا.
- بلجيكا 1985: في ملعب هيسل في بروكسل، قُتل 39 مشجعًا وأصيب أكثر من 600 في أعمال عنف بين مشجعي يوفنتوس وليفربول قبل نهائي كأس أوروبا.
- بريطانيا 1985: في ملعب فالي باراد في مدينة برادفورد، قُتل 56 شخصًا وأصيب أكثر من 200 في حريق في المدرجات خلال مباراة في الدرجة الثالثة بين لينكولن سيتي.
- روسيا 1982: في ملعب لوزنايكي في موسكو، تدافع المشجعون أثناء مغادرتهم مباراة كأس الاتحاد الأوروبي بين سبارتاك موسكو و إتش إف سي هارلم. قُتل ما لا يقل عن 66 شخصًا، بينما تشير التقارير إلى أن العدد قد يصل إلى 340 شخصًا.
هذه الحوادث المأساوية تذكرنا بأن الرياضة، رغم كونها مصدراً للمتعة والإثارة، يمكن أن تحمل في طياتها أيضًا مآسي بشرية يجب أن نكون على وعي بها.