أشاد المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم السبت بطنجة، بالدعم الموصول الذي يقدمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال مشاركته في الدورة السادسة عشر لمنتدى “ميدايز”، حيث أشار المالكي إلى أن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يبذل جهودًا كبيرة لدعم القضية الفلسطينية، لا سيما من خلال عمل وكالة بيت مال القدس. وقد أبرز المالكي أهمية هذا الدعم، والذي يسهم بشكل مباشر في تعزيز صمود الفلسطينيين في القدس، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
وأشار المالكي إلى أن موقف المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك كان دائمًا متسقًا وثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، مما يجعل المغرب من الدول الرائدة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية. كما شدد على أن دور المغرب يتجاوز الدعم السياسي، ليشمل أيضًا دعمًا إنسانيًا واجتماعيًا، حيث يتم تقديم مساعدات للفلسطينيين في العديد من المجالات.
كما ثمن المالكي، في تصريح صحفي، حجم التضامن الشعبي المغربي مع القضية الفلسطينية، والذي يعد “مصدر قوة واعتزاز” للفلسطينيين. وأكد على أن هذا التضامن الشعبي يمثل تجسيدًا حقيقيًا للعلاقات الأخوية بين المغرب وفلسطين، وأن الشعب المغربي بكافة أطيافه يقف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته، مما يعكس وحدة الصف العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين العادلة.
وقد تطرق المالكي في حديثه إلى الرسالة التي بعث بها جلالة الملك إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، حيث لفت إلى أن مضامين هذه الرسالة تعكس تطابقًا في المواقف بين جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس، مما يعزز التعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والإنسانية. وأوضح المالكي أن هذا التوافق يظهر الرؤية المشتركة لكلا القائدين في كيفية معالجة القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تمثل مثالًا حقيقيًا للتعاون الأخوي بين دول عربية وإسلامية.
وأضاف المالكي في حديثه أن منتدى “ميدايز” الدولي يعد من أبرز المنصات الدولية التي تتيح للحكومات والقادة السياسيين والمفكرين فرصة لمناقشة القضايا العالمية الشائكة. وأكد على أن مشاركته في هذا المنتدى تأتي في إطار الدفاع عن القضايا الفلسطينية وتوضيح موقف فلسطين من مختلف القضايا الدولية والإقليمية. كما أشار إلى أهمية اللقاءات التي تم عقدها خلال المنتدى مع ممثلي العديد من الدول الإفريقية والمؤسسات الدولية، موضحًا أن هذه المشاركات تساهم في تعزيز التعاون بين فلسطين والمجتمع الدولي، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وفي السياق نفسه، شدد المالكي على أهمية تبادل الآراء وتطوير الحلول السياسية التي تساعد في إيجاد مخرج لأزمات المنطقة، مع التأكيد على ضرورة أن يظل الحوار هو السبيل الأمثل للحد من التوترات في المنطقة. كما دعا إلى أن دول المنطقة يجب أن تبذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات التي قد تؤثر سلبًا على استقرارها، وأن تكون القضية الفلسطينية دائمًا في صلب اهتمامات جميع الدول التي تسعى إلى السلام والاستقرار في المنطقة.
يذكر أن منتدى “ميدايز” الدولي الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مدينة طنجة، يعد من الفعاليات الدولية الكبرى التي تجمع شخصيات رفيعة المستوى من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا العالمية، بما في ذلك القضايا السياسية والاقتصادية. الدورة الـ 16 من المنتدى تشهد حضور أكثر من 250 متدخلًا، من بينهم رؤساء دول وحكومات، صناع قرار، حائزون على جائزة نوبل، بالإضافة إلى شخصيات مؤثرة من مختلف القطاعات.
كما يعكس المنتدى الدور الحيوي الذي تلعبه المغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، مما يضعها في موقع استراتيجي يجعلها محط اهتمام الدول والمنظمات الدولية المختلفة.