الحبيب المالكي: إصلاح التعليم العالي يتطلب قفزة نوعية

 

شهدت جامعة ابن زهر بمدينة أكادير زيارة ميدانية يومي 28 و29 نونبر 2024، قادها السيد الحبيب المالكي، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، برفقة أعضاء اللجنة الدائمة للبحث العلمي والتقني والابتكار. هدفت الزيارة إلى دراسة واقع التعليم العالي والبحث العلمي، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهه، مع اقتراح إصلاحات جذرية تعزز الجودة وتواكب متطلبات العصر.

 

ركزت الزيارة على أهمية مراجعة النموذج الجامعي القائم، حيث أكد السيد المالكي في كلمته أن تحقيق إصلاح شامل يستدعي قفزة نوعية تضمن تعزيز المكتسبات الحالية، مع تحسين جودة التكوين والبحث. وأشار إلى أن الدمقرطة الكمية التي شهدتها الجامعات المغربية، من حيث انتشارها الجغرافي وارتفاع عدد الطلاب، يجب أن ترافقها دمقرطة كيفية لضمان عدالة الفرص ورفع معايير التعليم في جميع المؤسسات الجامعية، سواء ذات الولوج المفتوح أو المحدود.

 

من بين الإصلاحات المطروحة، أعيد التأكيد على ضرورة تحسين نظام “الإجازة، الماستر، الدكتوراه” (LMD) الذي أُطلق في 2003، والذي لم يحقق بعد أهدافه الكاملة. كما أشار المالكي إلى أهمية إدماج التقييم المستمر كجزء من ثقافة البحث العلمي لضمان الجودة، مع التركيز على تعزيز الحرية الأكاديمية المقرونة بالمسؤولية.

 

تحديات البحث العلمي شكلت محورًا رئيسيًا للنقاش، حيث تم تسليط الضوء على قضايا مثل نقص التمويل، ضعف الموارد البشرية، وارتفاع نسب الإشراف، التي تؤثر سلبًا على جودة التكوين والإنتاج العلمي. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز الجماعات العلمية، ودعم المجلات الأكاديمية المتخصصة، بما يسهم في إنتاج معرفي ذو جودة عالمية.

 

الزيارة التي تضمنت لقاءات مع مسؤولي الجامعة والأساتذة الباحثين، تأتي ضمن برنامج عمل اللجنة الدائمة، الهادف إلى وضع تصور استراتيجي لإصلاح البحث العلمي، من خلال مقاربة شاملة تشمل دراسات ميدانية ومقارنات دولية، إضافة إلى تعزيز التشاور مع الفاعلين والشركاء.

 

تعد هذه الجهود خطوة أساسية نحو تعزيز دور الجامعات المغربية كمحرك أساسي للتنمية والابتكار، وضمان استجابة منظومة التعليم العالي للتحديات المتسارعة التي تواجه المجتمع المغربي.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة