في ظل التحولات الرقمية السريعة التي تشهدها وسائل الإعلام، نظمت الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات بالتعاون مع المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال ندوة تحت عنوان “التربية على وسائل الإعلام والاتصال: رؤى متقاطعة”، وذلك يوم الأربعاء 27 نونبر الجاري
وقد جمعت هذه الندوة إعلاميين وباحثين ومتخصصين، حيث تم مناقشة التحديات التي تواجه الإعلام في العصر الرقمي، بالإضافة إلى استعراض دور التربية الإعلامية في التصدي لثقافة السطحية التي تروجها منصات التواصل الاجتماعي.
في هذا الحوار التي خصت به عزيزة حلاق، رئيسة الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات لصحيفة مغربنا 24 ، حيث تناولت العديد من القضايا المتعلقة بدور الجمعية في تعزيز التربية الإعلامية وتحديات الإعلام في العصر الرقمي
س/ كيف يمكن للإعلام أن يتكيف مع المتغيرات الرقمية مع الحفاظ على دوره التربوي؟
يتطلب تكيف الإعلام مع المتغيرات الرقمية مع الحفاظ على دوره التربوي، اتباع استراتيجيات متعددة توازن بين الابتكار التكنولوجي والقيم التربوية. وذلك عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والبودكاست، ومنصات الفيديو (مثل يوتيوب) لنشر محتوى إعلامي يركز على التثقيف والتوعية.
وبالنظر للدور الذي بات يفرضه واقع الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام والتواصل، علينا مواكبة تطوير خوارزميات تروج للمحتوى المفيد والموجه تربوياً مع تقليل انتشار الأخبار الكاذبة أو المحتوى التفه والمؤثر بشكل سلبي على التنشئة الاجتماعية. وتقديم محتوى تفاعلي يحث المستخدمين على التفكير النقدي والمشاركة الإيجابية.
والعمل على تقديم برامج تجمع بين التسلية والترفيه والتعلم والمعرفة، مثل البرامج الوثائقية أو القصص التفاعلية التي تعزز القيم التربوية. وأعتقد أن من شأن ذلك أن يحفز المتلقي على التفكير النقدي، وهذا هو المطلوب لخلق نوع من المناعة لدى المشاهد.
س/ هل تناولت الندوة أمثلة محددة من تجارب ناجحة للتربية الإعلامية في دول أخرى؟
بالفعل، تناولت مداخلات الأساتذة الذين شاركوا في هذه الندوة، ضمن محور كيف يمكن تأسيس تربية إعلامية في بلادنا، وما الحاجة للتربية الإعلامية؟ تجارب بعض الدول الإسكندنافية بالخصوص، وذكرت فلندا التي تعتبر رائدة في هذا المجال، والسويد التي يتم تعليم الطلاب فيها، كيفية التعامل مع المعلومات على الإنترنت، بما في ذلك فهم كيفية تأثير الخوارزميات على المحتوى الذي يصل إليهم. وأيضا طرح مثال كندا التي وضعت برامج طورت مهارات التفكير النقدي الرقمي لدى الطلاب وتحليل محتويات الإعلام.
س/ كيف يمكن دمج التربية الإعلامية في المناهج التعليمية لتعزيز الوعي الرقمي لدى الطلاب؟
انطلاقاً من الجواب عن تناول الندوة لتجارب ناجحة في مجال التربية الإعلامية، بدا من الصعب إسقاط هذه التجارب كما جرى تدبيرها في هذه الدول على واقع الإعلام الرقمي عندنا، بالنظر إلى الفوارق الشاسعة المرتبطة بالمستويات أولاً الاقتصادية والاجتماعية ومستوى العيش والوعي، وعلى مستوى التربية والتعليم والتمدرس والإعلام وحرية التعبير. فكان لا بد أولاً وبحسب طروحات المتدخلين، من التأكيد على الدور الذي يجب أن تلعبه الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية، التي لها دور حاسم في دعم التربية الإعلامية من خلال تعزيز وعي الجمهور بكيفية التعامل مع المعلومات بشكل نقدي ومسؤول، وذلك عبر تبني استراتيجيات مختلفة تشمل التثقيف والتوعية وتقديم نماذج إيجابية.
فإدراج التربية الإعلامية في المناهج يبقى هو المطلب الأول والترافع الأساسي وراء تنظيم هذه الندوة، ليس فقط من أجل تحسين التعليم فحسب، بل من أجل بناء مجتمع واعٍ ومحصن من التأثيرات السلبية للإعلام.
س/ ما هي رسالة الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات من خلال تنظيم هذه الندوة؟
الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات يوم 27 نونبر تحت عنوان “التربية على وسائل الإعلام والاتصال: رؤى متقاطعة”، حاولنا أن نوجه من خلالها رسالة مفادها، أننا كإطار مهني إعلامي نسائي، نسعى إلى أن نكون تكتلاً وقوة اقتراحية تُسهم في طرح ومعالجة القضايا المجتمعية بشكل عام، وقضايا الإعلام بشكل خاص.
فتأسيس جمعيتنا لم يكن بهدف تأنيث أو تأثيث المشهد الإعلامي، بل نسعى للتأثير فيه بجدية ومسؤولية، والمساهمة الفعالة في النقاش العمومي حول جودة الإعلام، في إطار احترام قواعد مهنة الصحافة وأخلاقياتها.
ورسالتنا أيضًا، أن يشكل هذا الإطار النسائي المهني إضافة نوعية وجادة ومسؤولة في المشهد الإعلامي ببلادنا، وقد كان لنا الشرف أن ندشن أولى أنشطتنا كجمعية فتية، بتنظيم ندوة مهمة وننجح في جمع ثلة من خبراء أكاديميين ومهنيين وباحثين في التربية والإعلام، للتداول والتدارس حول محور التربية الإعلامية كموضوع يطرح لأول مرة للنقاش.
