النقابة الوطنية للصحافة الرياضية تدعو لإصلاح القطاع قبيل الاستحقاقات الرياضية الكبرى

 

في خضم الجدل الدائر حول الإصلاحات المرتبطة بقطاع الصحافة الرياضية في المغرب، ومع استعدادات المملكة للمشاركة في الاستحقاقات الرياضية العالمية والقارية المقبلة، تواصل النقابة الوطنية للصحافة الرياضية جهودها لضمان تحسين الوضع الحالي للقطاع وتعزيز مكانته. ووسط هذه الجهود، أكدت النقابة على أهمية الإصلاحات العميقة التي تتطلبها الصحافة الرياضية، لتواكب التطورات القادمة في عالم الرياضة والإعلام.

إحياء النقاش حول الإصلاحات

منذ عامين، بدأت النقابة الوطنية للصحافة الرياضية في إثارة موضوع إصلاح القطاع، حيث نظمت حفلًا بالدار البيضاء في أعقاب كأس العالم 2022 في قطر، لتكريم الطاقات الإعلامية الوطنية التي ساهمت في تغطية الحدث. كما تم التنبيه إلى ضرورة تجاوز العثرات التي شهدها هذا الحدث الرياضي الكبير، والذي شكل دافعًا لتسريع وتيرة الإصلاحات.

 

وفي يونيو 2022، عقدت النقابة لقاء مع ممثلي الجمعيات في مقر المجلس الوطني للصحافة، بهدف توحيد الجهود وتحديد المخاطب الموحد لكل القضايا المتعلقة بالصحافة الرياضية. وقد تم التأكيد على ضرورة تجاوز حالة التشتت التي يعاني منها القطاع، في محاولة لتقديم حلول عملية للسلبيات التي ظهرت خلال مونديال قطر 2022.

وفي سياق متصل، انطلقت فكرة إقامة منتدى أكاديمي للصحافة الرياضية، بالتعاون بين المعهد العالي للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث تم تنظيم المنتدى الوطني الأول في ديسمبر 2023، تحت شعار “رهانات الإعلام الوطني الرياضي في أفق استحقاقات 2030”. هذا المنتدى كان خطوة هامة نحو تنظيم النقاش حول الإصلاحات الأكاديمية والمعرفية التي يحتاجها القطاع في المرحلة المقبلة.

 

ومع تزايد الأحداث المرتبطة بـ كأس إفريقيا للأمم 2024 والألعاب الأولمبية في فرنسا، ووسط اللقاءات المتعددة التي تم تنظيمها دون حضور النقابة الوطنية للصحافة، قررت النقابة اتخاذ خطوات جادة لتوحيد الصفوف. وفي هذا الإطار، تمت الدعوة إلى لقاء في المحمدية في يونيو 2024، والذي كان يهدف إلى جمع الجهود بين الجمعيات المختلفة. إلا أن النقابة لاحظت تماطلًا في تنفيذ الخطوات المشتركة لتحقيق هذا الهدف، رغم استمرارها في العمل على توفير الظروف المواتية لتنفيذ الإصلاحات.

التنسيق مع جمعية الإعلام والناشرين

في سبتمبر 2024، وبالتزامن مع جمعها العام، شددت النقابة الوطنية للصحافة الرياضية على ضرورة التنسيق المشترك مع جمعية الإعلام والناشرين، لمواصلة العمل على تنظيم القطاع وإصلاحه، بدءًا من التكوين والتأهيل وصولاً إلى آليات العمل الفعالة.

خطوات عملية نحو الإصلاح

وفي ظل تزايد وتيرة المبادرات داخل القطاع، واستشعار النقابة لضرورة تسريع الإصلاحات، قررت النقابة، خلال اجتماع المكتب التنفيذي ليلة الأحد 24 نونبر 2024، اتخاذ عدة خطوات هامة. أبرز هذه الخطوات كانت دعوة الصحافيين الرياضيين للاجتماع قريبًا لتشكيل “قطب/ شعبة” للصحافة الرياضية داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بهدف العمل فعليًا مع شركائها في جمعية الإعلام والناشرين لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

كما أكدت النقابة على دعمها للخطوات التي تقوم بها جمعية الإعلام والناشرين، مشيرة إلى ضرورة إشراك النقابة في كل القرارات والإصلاحات، لضمان التنسيق الفعّال والتنفيذ المشترك. ودعت النقابة إلى التزام جميع الأطراف بتنفيذ الإصلاحات بشكل جماعي وواضح، بما يخدم رؤية المغرب في المستقبل الرياضي.

الدفاع عن حقوق الصحافيين

أعربت النقابة عن اهتمامها الكبير بقضايا الصحافيين والمراسلين الرياضيين، مؤكدة على التزامها بالدفاع عن حقوقهم وفقًا للقانون وأفق الإصلاحات. كما شددت على أهمية تقدير التحدي الكبير الذي يواجه قطاع الصحافة الرياضية في المغرب، والذي يتطلب تحركًا عاجلًا لإنهاء حالة الفوضى القانونية والأخلاقية، والعمل على تحسين التنظيم والتكوين في هذا القطاع الهام.

 

تواصل النقابة الوطنية للصحافة الرياضية العمل بكل جهد من أجل إصلاح القطاع وتطويره استعدادًا للمرحلة المقبلة. ومن خلال التنسيق المستمر مع شركائها في جمعية الإعلام والناشرين، تسعى النقابة إلى وضع آليات عمل واضحة تساهم في النهوض بالصحافة الرياضية المغربية على المستويين التنظيمي والمهني، بما يضمن تحقيق تطلعات المملكة في المجال الرياضي والإعلامي.

 

إقرأ أيضا…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة