أكد الأكاديمي الموريتاني محمدن بن أحمد المحبوبي أن الرافد المغربي يعد من أبرز الروافد التي أثرت في تكوين العلوم الشرعية والثقافة في موريتانيا. جاء ذلك في محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي المغربي في نواكشوط بعنوان “حضور العلماء المغاربة في الثقافة الموريتانية – الإمام ابن عاشر نموذجًا”.
وأوضح المحبوبي أن المغرب ساهم بشكل كبير في تأسيس الثقافة الشنقيطية عبر مجموعة من العلماء الذين تركوا بصماتهم في مجالات الفقه والشرع. ومن أبرز الشخصيات التي أشار إليها: القاضي عياض، الإمام ابن عاشر، وتقي الدين الهلالي. كانت كتبهم، مثل “الشفا” و”المرشد المعين”، تمثل مصادر رئيسية في المحاظر الموريتانية.
وأضاف أن العلاقة بين المغرب وموريتانيا كانت دائمًا محورية في تعزيز الروابط العلمية. لم يقتصر التأثير المغربي على الفقه فقط، بل شمل الأدب واللغة العربية. ومن أبرز المؤلفات المغربية التي تُدرس حتى اليوم: “الأجرومية” و”مختصر خليل”، اللذين اعتمدهما العلماء الشناقطة في مراحل التعلم المختلفة.
وأشار إلى أن المحاظر الموريتانية، التي كانت بمثابة “جامعات بدوية متنقلة”، لعبت دورًا رئيسيًا في نشر وتعليم هذه المؤلفات. وقد كانت أبيات “المرشد المعين” لابن عاشر تُستشهد بها شفويًا في المجالس العلمية، مما ساعد على بقاء هذه الثقافة حية حتى اليوم.
وختم المحبوبي بالقول إن هذا التأثير لا يقتصر على الماضي، بل يمتد إلى الحاضر، حيث تستمر المحاظر في الاعتماد على الإرث العلمي المغربي لتطوير مناهجها. هذا يعكس الأواصر المتينة بين البلدين ودور العلماء في بناء جسور من المعرفة.