وزارة الصحة: 2.7 مليون مغربي مصاب بالسكري والانتشار يثير القلق

اليوم العالمي لداء السكري

في رحلة زمنية امتدت لثلاثة عقود، لم يكن أحد يتوقع أن مرض السكري، ذلك العدو الصامت، سيغزو الجسد البشري بهذا الشكل المفاجئ. دراسة جديدة نشرتها مجلة “ذا لانسيت” تكشف عن واقع مؤلم: مرض السكري قد تضاعف بشكل مذهل في مختلف أنحاء العالم، ليصيب اليوم ما يقارب 14 في المائة من البالغين في 2022، مقارنة بـ7 في المائة في عام 1990.

ومع تطور الوباء الصامت، أصبحت أعداد المصابين تتجاوز الـ800 مليون شخص حول العالم، بينما كان العدد في التسعينات أقل من 200 مليون. والملفت أن هذا المرض، الذي لا يعترف بالجغرافيا، يطارد الأفراد في جميع القارات، ليظهر بشكل أقوى في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يتفاقم هذا العبء في ظل زيادة البدانة والأنماط الغذائية غير الصحية. في الوقت نفسه، يبدو أن البلدان الأكثر ثراءً بدأت تجد توازنًا في مواجهة هذا التهديد، رغم أن السكري يظل حاضرا في خلفية المشهد.

 

وفي المغرب، حيث التحديات الصحية تزداد، دقت وزارة الصحة ناقوس الخطر، معبرة عن قلقها العميق من تزايد أعداد المصابين بهذا المرض الذي يطرق أبواب كل فئة عمرية. في بيانها الصادر اليوم الخميس 14 نونبر، أكدت الوزارة أن اليوم العالمي لداء السكري هو دعوة حقيقية لمكافحة هذا المرض، ليس فقط بالتشخيص المبكر بل من خلال تعزيز الوعي الصحي.

 

شعار “التعايش الآمن مع داء السكري” الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للفترة الممتدة بين 2024 و2026، يعكس حقيقة أنه رغم صعوبة التعايش مع هذا المرض، إلا أن الأمل في التخفيف من آثاره ما زال قائما.

في المغرب، أكثر من 2.7 مليون شخص يعانون من السكري، والكثير منهم لا يعلمون أنهم يعيشون مع هذا المرض الخفي، في حين أن أكثر من 2.2 مليون شخص يقفون على أبواب الإصابة.

ومع هذه الأرقام المخيفة، تسعى الوزارة إلى جعل هذا اليوم مناسبة للتحفيز على الوقاية، والكشف المبكر، وتكفل صحي موحد. فليس المرض فقط ما يجب أن يُكافح، بل الضغوط النفسية التي يتعرض لها المرضى نتيجة التعايش مع هذا المرض المزمن.

إذ تشير الفيدرالية الدولية لداء السكري إلى أن 36 في المائة من المرضى يعانون من ضغوط نفسية شديدة، وأن الخوف من المضاعفات يزداد بشكل كبير مع مرور الوقت.

وتسعى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي تتولى تقديم الرعاية الصحية لأكثر من 1.5 مليون مريض في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، إلى تحسين جودة الحياة للمصابين، من خلال توفير مسار علاج موحد، بما يعزز من فرص التحكم في المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة.

 

كما تهدف إلى تكثيف الجهود لزيادة التوعية بشأن السكري وضرورة الكشف المبكر، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، في مسعى للحد من هذه الظاهرة الصحية المتزايدة.

 

إقرأ أيضا…

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة