المغرب في كوب 29: مواجهة التحديات المناخية بحلول مبتكرة ومستدامة

 

في السنوات الأخيرة، شهد العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة، تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وتزايد حدة الظواهر الطبيعية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف. وفي هذا السياق، يبرز مؤتمر المناخ “كوب 29” في أذربيجان كأحد أبرز المحافل الدولية التي تناقش هذه التحديات البيئية العالمية. ومن هنا، تأتي مشاركة المغرب في هذا المؤتمر لتسلط الضوء على حجم التحديات التي يواجهها البلد في ظل هذه التغيرات المناخية، كما تعكس التزامه بالتعاون الدولي لمكافحة هذا التحدي.

 

وفي هذا الإطار، استقبل رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء 12 نونبر الجاري، في الملعب الأولمبي في باكو، رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، الذي يترأس الوفد المغربي المشارك في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) المنعقد في أذربيجان.

 

يعد المغرب من البلدان التي تواجه تأثيرات واضحة للتغيرات المناخية، حيث يعاني من ظواهر مناخية شديدة، مثل الجفاف المستمر في بعض المناطق، والفيضانات في مناطق أخرى، إضافة إلى تدهور الموارد المائية وتراجع الإنتاج الزراعي. ولعل هذه التأثيرات لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية، إذ تؤثر بشكل سلبي على سبل عيش العديد من المواطنين، لاسيما في المناطق الريفية.

 

وقد أصبح ارتفاع درجات الحرارة سمة بارزة في العديد من المدن المغربية، مما يزيد الضغط على الموارد المائية التي يعاني منها المغرب أصلاً. وبالنظر إلى توقعات السنوات القادمة، من المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في درجات الحرارة، مما يزيد من احتمالات حدوث موجات جفاف قد تؤثر على الزراعة، التي تشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد الوطني.

 

أما على المستوى الاجتماعي، فإن الآثار الصحية للتغيرات المناخية تتفاقم نتيجة لزيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالحرارة وتلوث الهواء. كما أن موجات الحرارة الشديدة تؤثر بشكل ملحوظ على الحياة اليومية للمغاربة، مما يزيد من معاناة الفئات الضعيفة، مثل كبار السن والأطفال.

 

المغرب في “كوب 29”: التزام بالحلول المناخية

من خلال مشاركته في مؤتمر “كوب 29”، يسعى المغرب إلى تقديم حلول عملية لمواجهة التحديات المناخية، إذ يركز على تعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة، والبحث عن حلول مبتكرة لضمان استدامة الموارد الطبيعية. في هذا السياق، أطلق المغرب العديد من المبادرات التي تهدف إلى زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، وذلك في إطار المساهمة في تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة التغير المناخي.

كما تبرز المشاركة المغربية أهمية التكيف مع التغيرات المناخية، إذ يتطلب الأمر تنفيذ سياسات بيئية شاملة، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية للحد من تأثيرات الفيضانات، ودعم الفلاحين عبر تقنيات الزراعة المستدامة للتكيف مع التقلبات المناخية.

انعكاس التأثيرات المناخية على حياة المواطنين

تتجلى التأثيرات المناخية في المغرب بشكل ملموس في حياة المواطنين، حيث يعاني العديد منهم من انعدام الأمن الغذائي بسبب تقلبات الطقس وندرة المياه. تشير التقارير إلى أن المناطق الزراعية التي كانت تعتمد على الري الطبيعي أصبحت مهددة بسبب ندرة الأمطار، مما يزيد من خطر نقص الغذاء.

إضافة إلى ذلك، فإن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على البنية التحتية في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء ومراكش، حيث تشهد هذه المدن فيضانات متزايدة نتيجة لتساقط الأمطار الغزيرة وتوسع العمران. ونتيجة لذلك، يتزايد الضغط على خدمات الصرف الصحي والطرق، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان.

وفي سياق مؤتمر “كوب 29”، أكدت الوفود المشاركة، بما في ذلك الوفد المغربي، على ضرورة التعاون الدولي لمواجهة هذه الآثار. وأشار الوفد المغربي إلى أهمية التزام الدول المتقدمة بتوفير التمويلات المناخية لدعم البلدان النامية، التي تعد الأكثر تعرضاً لتأثيرات التغير المناخي.

 

إقرأ أيضا….

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة