الملك الحسن الثاني لكيسنجر : ماذا يعني استقلال الصحراء ؟

مما كشفت عنه الوثائق الأمريكية بخصوص تحركات الملك الراحل الحسن الثاني من أجل استعادة الصحراء من المحتل الإسباني، أخباره وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، عن تصميمه إعادة الصحراء ولو بقوة السلاح: إذ يقول الملك الراحل إنه أخبر لوبيث برافو، وزير الخارجية الإسباني خلال الفترة ما بين 1969 و1973، بأنه يفضل رؤية الإسبان في الصحراء على أن يوافق على انفصالها.

ووثق الأرشيف الأمريكي ،أن الملك الحسن الثاني وجه كلامه لكيسنجر قائلاً: “وجود دولة في الصحراء بمثابة قبول الولايات المتحدة بوجود صواريخ سوفياتية في كوبا“.

هذا التصريح يعكس بوضوح الأهمية الاستراتيجية التي كان يوليها الملك الحسن الثاني لقضية الصحراء، التي كانت تعني بالنسبة له أكثر من مجرد منطقة جغرافية. كانت  الصحراء ولا زالت تمثل جزءًا من الهوية الوطنية المغربية.

وأضاف مبدع المسيرة الخضراء موجهاً دائماً كلامه لوزير الخارجية الأمريكي، قائلاً: “إذا تحركت إسبانيا لمنح الاستقلال للصحراء، فأنا أخبرك بصريح العبارة، أنه إذا أُعلن استقلال الصحراء في العاشرة صباحاً، سأحرك قواتي لدخولها في الحادية عشرة“. وتابع “إذا منحت إسبانيا الاستقلال لتلك المنطقة فسيكون المكان مليئاً بالثوار الروس والصينيين في غضون سنتين، الإسبان سيعودون إلى بلدهم أما المغرب فسيكون محاطاً بالبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي، وبالجزائر والجزائر ثم الجزائر من الجوانب الثلاثة الأخرى”.

إن تصاعد التوترات بين المغرب وإسبانيا حول الصحراء كان جزءًا من مشهد سياسي معقد في السبعينيات. وقد اتسمت هذه الفترة بالعديد من التحولات السياسية والاقتصادية في المنطقة، مما جعل الملك الحسن الثاني أكثر إصرارًا على استعادة الصحراء. كما أن السياسات الدولية كانت تلعب دورًا كبيرًا في شكل العلاقات بين المغرب وإسبانيا، حيث كانت تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى للتأثير في مجريات الأمور.

بهذا، يصبح واضحًا أن قضية الصحراء لم تكن مجرد صراع إقليمي بل كانت تعبيرًا عن الهوية والسيادة، وأحد المحاور الأساسية في السياسة المغربية الداخلية والخارجية.

اقرأ المزيد…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة