الإخصائي النفسي حمزة شينبو : رد فعل الهرب والخروج الى الشارع  عند حدوث الزلزال تلقائي ونتيجة منتظرة

المعالجة المعرفية المرتبطة بالحدث تولد انفعالات القلق وشعور الخوف

يحتاج الاطفال الى تكفل فوري ومستمر بتوفير معلومات واضحة وكافية وتحفيز الحواس لإعادة بناء الاحداث وتنظيمها

 في الحوار التالي مع الإخصائي النفسي ومؤسس مركز رفيق ،حمزة شينبو، أستاذ علم النفس الاكلينيكي النمائي بكلية علوم التربية بالرباط وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، نلقي الضوء على التأثيرات النفسية للزلزال على نفوس المغاربة عامة والأطفال خاصة ، دور التضامن المجتمعي في التفليل من تلك التأثيرات.

في بداية : كيف استقبلتم على المستوى الشخصي ،الزلزال الذي فوجع به المغاربة يوم الجمعة الماضي؟

بالنسبة لي استقبلت الزلزال كباقي المواطنين لأنه حدث يهدد الوجود الانساني، وأي حدث مفاجئ يحدث ردود فعل تتجاوز قدرة الإنسان على التنظيم الذاتي والتحكم في الفعل الذي سيصدر عنه، فالبرغم من أنا لي تجارب سابقة مع كوارث طبيعية فإنني استقبلت الزلزال بنوع من الدهشة لأنه يصنف ضمن الأحداث الطبيعية القصوى والتي تولد نوعا من الخوف. فرد فعل الهرب والخروج الى الشارع تلقائي ونتيجة منتظرة.

* بالنسبة لكم ما هي التأثيرات النفسية الأولية التي يمكن أن يتأثر بها مجتمع أي بلد في مثل هذه الظروف؟

بالنسبة للتأثيرات النفسية الأولية التي يمكن أن يتأثر بها مجتمع أي بلد في مثل هذه الظروف هي الخوف كشعور وجودي تشترك فيه كل البشرية، حيث أن مبدأ حفظ الذات يثير ردود معرفية وانفعالية وجسدية واجتماعية، وتتمثل الردود المعرفية في التساؤل عن ماذا وقع؟ وبعد الاستيعاب ينتقل بسرعة الى سؤال ما الذي ساقوم به؟ وهذه اسئلة اعتيادية مباشرة يطرحها الانسان كلما كان في وضع خطر، فتبدأ الافكار والتخيلات والتنبؤات المرتبطة بالزلزال والكوارث كسقوط البنايات، والموتي تحت الانقاض، وفي تلك اللحظات الاولية فان هذه الافكار تكون عبارة عن مونولوغ داخلي…وبطريقة موازية فان هذه المعالجة المعرفية المرتبطة بالحدث تولد انفعالات القلق وشعور الخوف فيبدأ الجهاز التنفسي في التأثر فتظهر آثار في طريقة التنفس المتصاعدة وتسارع دقات القلب والتعرق…كل هذه التغيرات الفسيولوجية الجسدية تزيد من تكريس وتأكيد الافكار والتنبؤات لدى الافراد. وهذه الردود هي اولية تحدث في لحظة من الوقت…مما يؤدي إلى نوع من الصدمة تجعل الذاكرة لا تخزن الاحداث بطريقة تسلسلية في الزمن ولكن تخزن تلك الاحداث وتبقى عالقة في الذهن وتدور في. حلقة مفرغة.

* لعل من أكثر من يتعرضون لتأثيرات جانبية هم الأطفال ، ماهي السبل الكفيلة بتخفيف مثل هذه التأثيرات النفسية؟

في هذه الظروف يتأثر الاطفال فتظهر لديهم علامات مباشرة كالهلع والخوف وكثرة التساؤلات ومحاولة البحث عن معنى وتفسير لما حدث، فنلاحظ لديهم كوابيس وصعوبات في النوم واضطراب الشهية والبحث عن التعاطف الزائد، وعدم القدرة على النوم لوحدهم، ولهذا يحتاج الاطفال الى تكفل فوري ومستمر وذلك بتوفير معلومات واضحة وكافية حسب سن الطفل، تدريب الحواس لدى الطفل ( الشم، الذوق، اللمس، الرؤية، السمع) لان تحفيز هذه الحواس يؤدي الى اعادة بناء الاحداث وتنظيمها.

للمعالجة الحسية دور مهم لذاك لابد من توفير انشطة نفسية حركية مبنية على اللعب، والحرص على تنظيم الفضاء المنزلي وطمأنة الطفل

اعتماد أنشطة الاسترخاء نظرا لأهميتها في تخفيف التأثيرات الجسدية والتخلص من التجربة الجسدية الضاغطة.

*ما مدى تأثير التضامن المجتمعي على قدرة المغاربة على تجاوز هذه الأزمة ؟

التضامن مهم وعبر عن مستوى نضج المغاربة ويخبرنا بأن القيم التي يتشبع بها المغاربة يمكن اعتمادها لإعادة تعريف الانسان القادم، وهذا التضامن يساعد في نسيان الفاجعة وتقوية أواصر الحماية الجماعية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة