تقرير: أعداد الحيوانات البرية تناقصت بـ 73 بالمائة في المتوسط على مدار الخمسين عاما الماضية

تقرير: أعداد الحيوانات البرية تناقصت بـ 73 بالمائة في المتوسط على مدار الخمسين عاما الماضية

أفاد تقرير مرجعي للصندوق العالمي للطبيعة، نُشر اليوم الخميس، أن أعداد الحيوانات البرية تناقصت بمعدل 73 بالمئة في المتوسط خلال الخمسين عامًا الماضية، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للتنوع البيولوجي على كوكب الأرض.

وذكر “تقرير الكوكب الحي 2024”، الذي نشره الصندوق العالمي للطبيعة بالتعاون مع جمعية علم الحيوان في لندن، أن المجموعات التي تم فحصها، والتي تضم حوالي 35 ألف مجموعة من الثدييات والطيور والأسماك والبرمائيات والزواحف، قد تقلصت بمعدل 73 بالمئة في المتوسط منذ عام 1970 وحتى 2020. وتعد هذه الأرقام جرس إنذار للمجتمع الدولي، لضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض وإعادة توازن الأنظمة البيئية.

أسباب الانخفاض
أشار التقرير إلى أن هذا التناقص لا يعني أن أكثر من ثلثي الحيوانات قد انقرضت، بل أن حجم المجموعات الحيوانية المختلفة قد انخفض بشكل كبير نتيجة عوامل متعددة. وتعتبر جميع الأسباب وراء هذا التراجع من صنع الإنسان. من بين الأسباب الرئيسية لهذا التراجع تدمير الموائل الطبيعية من خلال التمدن، الزراعة الجائرة، قطع الغابات، والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية. كما أن التلوث البيئي والاحتباس الحراري، الذي يغير أنماط المناخ ويهدد بيئات عيش العديد من الحيوانات، يعد عاملاً رئيسيًا في تسريع هذه العملية.

أزمة المناخ والتنوع البيولوجي
كما أكّد التقرير أن أزمة المناخ تلعب دورًا محوريًا في هذه الكارثة البيئية. تغير المناخ يؤدي إلى اختفاء الأنظمة البيئية بالكامل في بعض المناطق، ما يجبر الحيوانات على الهجرة أو التكيف السريع مع ظروف بيئية غير معتادة. هذه التغيرات البيئية تؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات بين الحيوانات، إذ يجد الكثير منها صعوبة في العثور على غذاء أو موائل جديدة.

إضافةً إلى ذلك، يعد الصيد غير المشروع والاتجار غير القانوني بالحيوانات سببًا آخر في تناقص أعداد بعض الأنواع المهددة بالانقراض مثل وحيد القرن والفيلة والنمور. وهذا يتطلب جهودًا مكثفة من قبل الحكومات والمنظمات الدولية لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد العديد من الأنواع النادرة.

خطوات لمواجهة الأزمة
للتصدي لهذه الأزمة، أكد التقرير على أهمية التعاون الدولي لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وذلك من خلال زيادة المحميات الطبيعية وتطبيق قوانين صارمة تحمي التنوع البيولوجي. كما شدد على ضرورة الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة من أجل مواجهة أزمة المناخ بشكل فعال.

المؤشر العالمي للكوكب الحي
وتُدرج حاليا حوالي 5500 نوع من الفقاريات في مؤشر الكوكب الحي، الذي يُعد مرجعًا عالميًا لتحليل التغيرات في النظم البيئية الطبيعية وتأثيرها على صحة الإنسان والنظم الغذائية والتغير المناخي. وتُحدث جمعية علم الحيوان هذا المؤشر كل عامين منذ عام 1998. على الرغم من أهميته، إلا أنه يواجه انتقادات من بعض العلماء الذين يرون أن طريقة الحساب قد تبالغ في حجم الانخفاض المقدر.

التحديات المستقبلية
مع استمرار تدمير البيئة الطبيعية وتزايد التغيرات المناخية، يخشى الخبراء أن نشهد نقاط تحول بيئية تهدد باندثار أنواع حيوية للأنظمة البيئية. لذا، يُعد التقرير بمثابة دعوة عاجلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.
الحيوانات البرية
إقرأ أيضا..

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة