تواجه منصة “تيك توك” سلسلة من الدعاوى القضائية الجديدة في 13 ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا، بتهم تتعلق بإلحاق الأذى بالأطفال وفشلها في حمايتهم من المحتوى الضار. قدم المدعون هذه الدعاوى في كل من نيويورك وكاليفورنيا، إضافة إلى 11 ولاية أخرى، حيث تضمنت الاتهامات الرئيسية أن المنصة الاجتماعية الشهيرة تستخدم برامج مصممة خصيصًا لإدمان المستخدمين، مستهدفة بذلك الأطفال بهدف إبقائهم مشغولين على المنصة لأطول فترة ممكنة.
في هذا السياق، صرح المدعي العام في كاليفورنيا، روب بونتا، بأن “تيك توك” تغذي إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متعمد لتعزيز أرباحها المالية. وأضاف أن المنصة تستهدف الأطفال بشكل خاص نظرًا لقدرتهم المحدودة على وضع حدود صحية لاستخدامهم اليومي للتطبيق. وفي المقابل، أكدت المدعية العامة في نيويورك، ليتيشيا جيمس، أن الشباب يعانون من تدهور كبير في صحتهم النفسية بسبب هذه المنصات، مشيرة إلى أن المنصات الإلكترونية قد تكون عاملاً رئيسيًا في تفاقم مشكلات الصحة النفسية لدى المراهقين.
ورغم هذه الادعاءات، نفت “تيك توك” كافة التهم الموجهة إليها، مشيرة إلى أنها تلتزم بتقديم إجراءات حماية قوية تهدف إلى تعزيز سلامة المراهقين وأولياء الأمور على منصتها. وأعربت عن استغرابها من الاتهامات، مؤكدة أنها تعمل بجد على تقديم ميزات تساعد الأهل في مراقبة وتحكم استخدام أبنائهم للتطبيق.
من جهة أخرى، وجه المدعي العام في واشنطن، بريان شوالب، اتهامات إضافية إلى “تيك توك” بأنها تدير نشاطًا تجاريًا غير مرخص للتحويلات المالية من خلال ميزات البث المباشر والعملات الافتراضية. كما أشار إلى أن “تيك توك” تُسهل الاستغلال الجنسي للقاصرين عبر السماح ببث محتوى مباشر دون قيود عمرية واضحة، مما يعرض الأطفال لمخاطر كبيرة.
تشمل الولايات الأخرى التي رفعت دعاوى ضد “تيك توك” كلاً من: إلينوي، كينتاكي، لويزيانا، ماساتشوستس، ميزيسيبي، نيوجيرسي، كارولاينا الشمالية، أوريغون، كارولاينا الجنوبية، فيرمونت، وواشنطن. وفي مارس 2022، أطلقت عدة ولايات تحقيقًا موسعًا حول تأثير “تيك توك” على الشباب، وذلك بهدف دراسة مدى الضرر الذي قد تتسبب فيه هذه المنصة لجيل المراهقين.
وعلى المستوى الدولي، تعرضت “تيك توك” لانتقادات مشابهة في العديد من البلدان. في المغرب، أبرمت المنصة مؤخرًا اتفاقية مع وزارة الشباب والاتصال لضمان حماية الأطفال والمحتوى المتاح على منصتها. ويأتي هذا كجزء من جهود أوسع تبذلها الشركة لتعزيز السلامة الرقمية على مستوى عالمي.
مع تزايد الضغوط القانونية والتنظيمية على “تيك توك”، يُتوقع أن تواجه المنصة المزيد من التحديات في المستقبل، حيث تسعى الحكومات والمنظمات الحقوقية إلى فرض قيود صارمة على سياسات التشغيل لضمان حماية الأطفال من المحتوى الضار والإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.