انطلقت أمس فعاليات المعرض الدولي للفرس في دورته الـ15، مُسجلةً بداية احتفالية رائعة تسلط الضوء على فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة) كرمز للذاكرة الثقافية المغربية. يُعد هذا الحدث منصة فريدة تجمع عشاق الفروسية من مختلف أنحاء المملكة، وتُعزز التواصل بين الأصالة والتقاليد.
في اليوم الأول من المهرجان، شهدت فضاءات المعرض توافد الآلاف من الزوار، حيث استمتعوا بعروض التبوريدة، التي تُعتبر أحد أبرز مظاهر الفخر والاعتزاز بالثقافة المغربية. لقد قدمت السربات المشاركة لوحات فلكلورية مدهشة، تعكس تنوع الموروث الثقافي لكل منطقة، مما يجعل من هذه العروض حدثًا لا يُنسى.
وفي تصريح له خلال حفل الافتتاح، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن “مهرجان الفروسية يمثل فرصة مهمة لتعزيز الثقافة المغربية، ويدعم الفخر بالموروث الفلاحي والبيئي”. وأضاف أن “التبوريدة ليست مجرد رياضة، بل هي تجسيد للهوية المغربية وتاريخها العريق”، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا التراث يمثل مسؤولية مشتركة لجميع المغاربة.
تُظهر عروض التبوريدة عمق ارتباط الفرس بالثقافة المغربية، حيث يُعتبر الفرس رمزًا للقوة والجمال. تتجلى قيمة الفرس في مختلف جوانب الحياة، بدءًا من تربيته وعناية الفلاحين به، وصولًا إلى زينته التقليدية التي تعكس الفخر والانتماء. تُصنع السروج والأزياء التقليدية يدويًا، مما يُظهر مهارة الصناع ويُعزز من مكانة الفرس كرمز للتراث.
تضفي سربات الخيالة رونقًا خاصًا على أجواء المعرض، حيث تبرز ألوان وأشكال أزياء فرسانها، جنبًا إلى جنب مع بديع صناعة سروج خيولها. يتكون كل فريق من 15 فارسا وفارسة، تحت إشراف “المقدم” الذي ينظم العروض ويحفز الفرسان على الأداء بدقة وإتقان. كما يُظهر الفرسان مهاراتهم في السيطرة على خيولهم، ويتألقون في ارتداء الزي التقليدي الذي يتضمن الجلابة والسلهام والعمامة.
تتضمن الفعاليات أيضًا مجموعة من المسابقات التي تُقام على مدار أيام المهرجان، حيث تتبارى القبائل لاختيار أحسن “سربة” تمثلها في أسبوع الفرس. يُعتبر هذا الحدث مناسبة فريدة لعرض مواهب الفروسية وتعزيز روح التنافس بين المشاركين.
تتوج فعاليات المهرجان يوم السبت المقبل بإجراء النهائيات لنيل الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة. تُعد هذه الجائزة بمثابة تكريم للتميز في فنون الفروسية التقليدية، وتعكس الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة في المغرب.
مع تزايد الاهتمام بتقاليد الفروسية، يُعد مهرجان الفروسية بالجديدة فرصة لتعزيز الفخر بالتراث المغربي، مما يُعزز من قيمة الفرس وما يرتبط به من صناعة تقليدية ومسابقات وزينة. يبقى هذا المهرجان حدثًا بارزًا يعكس الهوية الثقافية المغربية، ويُعزز من الانتماء والفخر بالموروث.