خلال الأسابيع الأخيرة، سجلت أقاليم الجنوب والجنوب الشرقي للمملكة تساقطات مطرية غزيرة، حيث تجاوز مستواها أحياناً المقدار السنوي ببعض المناطق، مما تسبب في فيضانات خلفت خسائر في البنية التحتية والأرواح.
وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تشهد أقاليم السمارة، أسا الزاك، طاطا، زاكورة، ورزازات، تنغير، الرشيدية، تارودانت، أزيلال، ميدلت، وفكيك، زخات رعدية قوية مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح، خلال نهاية الأسبوع الجاري.
الأسباب
أكدت المديرية أنه ومنذ يوم الجمعة 06 شتنبر 2024، شهدت المناطق الشرقية ومناطق عديدة بجبال الأطلس وسفوحها الشرقية تأثيراً قوياً لكتلة هوائية مدارية شديدة الرطوبة وغير مستقرة، نتيجة للصعود الاستثنائي للجبهة المدارية إلى مناطقنا الجنوبية.
وتُعرف الكتلة الهوائية بأنها “كتلة كبيرة جداً من الهواء لها نفس درجة الحرارة والرطوبة، وتتحرك بسبب الهواء من منطقة لأخرى، والحد الفاصل بين الكتل الهوائية المختلفة في درجة الحرارة يسمى بالجبهة الهوائية.”
وتمتاز الكتل الهوائية القارية المدارية بأنها “كتل جافة مرتفعة في درجة الحرارة، وتكون غير مستقرة في المناطق المنخفضة، ومستقرة في المناطق المرتفعة، وينشأ هذا النوع من الكتل الهوائية في المناطق القاحلة أو الصحراوية.”
وتمتاز هذه الكتلة الهوائية المدارية بمستويات عالية من الرطوبة ودرجات حرارة مرتفعة، حيث شكل التقاؤها بكتل هوائية باردة قادمة من شمال المغرب حالة جوية شديدة عدم الاستقرار، مما أدى إلى تكوّن سحب ركامية ضخمة نتج عنها حدوث رعود قوية أدت إلى تساقط زخات مطرية غزيرة، تراوحت كمياتها ما بين 50 إلى 250 ملم خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 08 من الشهر الجاري.
التغيرات المناخية
تتوقع المديرية أن يستمر تأثر المغرب بهذه الظاهرة المناخية خلال الأسبوع الجاري، حيث ستتأثر عدة مناطق من جنوب ووسط وجنوب شرق البلاد بزخات رعدية قوية مصحوبة أحياناً بحبات البرد وهبوب رياح قوية.
ورغم أنه لم يتم إثبات ذلك بعد، فإن هذه الأحداث النادرة غالباً ما ترتبط بالتغير المناخي، الذي يؤدي إلى تغيير الأنماط الجوية التقليدية.
متى تنتهي هذه الظاهرة؟
يتأثر المغرب، إلى غاية يوم الأحد 22 شتنبر 2024، بتيار جنوبي يؤدي إلى صعود كتل هوائية مدارية رطبة نحو جنوب ووسط البلاد.
وستؤدي مواجهتها مع كتل هوائية باردة قادمة من شمال المغرب إلى تكوّن سحب غير مستقرة مصحوبة بزخات رعدية، خصوصاً في الأقاليم الصحراوية، وسط وجنوب شرق البلاد.