قد تستغرب ،او ربما مثير الاستغراب،الاقبال الكبير للمواطنيين على القطارات ،رغم ارتفاع أسعارها وحالتها الكارثية ،عربات ،تكييف ومقاعد ،اضافة إلى التأخيرات المتكررة ، والتي أصبحت قاعدة وليس استثناء.
تبدأ رحلة المتاعب على متن القطارات من المحطات فالانتظار والاكتظاظ قاعدة أساسية ،سوى عند قطع التذاكر أو في انتظار القطار ، إذ غالبا ما يتحفك مذايع المكتب بتذكير بأن القطار يتأخر عن موعده من 15دقيقة إلى نصف ساعة، مع الاعلان يختلط الأمر على بعض ” البسطاء” فيتساؤلون عن القطار الذي يفترض أن يقلهم إلى وجهتهم ،ودون توضيح من ” كاسيت” محطات الخليع ،يقع العديد في المشاكل خاصة في مناسبات الاعياد والعطل.
ولعل من ” المضحكات” أن ” كنترول” القطار قد يضطر إلى ” تغريمك” مبلغا مهما لكن لم تستقل القطار السابق في ساعته كما هو مبين في التذكرة، وعندما تخبره بأنه تأخر وتم جمع ركاب قطارين في قطار واحد يقول لك ،وفقا للقانون ” ما عندي ما ندير ليك سير قلها ليهم”.
وتستمر الرحلة ،التي يبدو أن الواقفين فيها أكثر من الجالسين ، رقم أن المقاعد مرقمة وكل تذكرة عليها رقم المقعد والعربة والدرجة.
لا حديث هنا عن التكييف ، والذي قد تجده في مقدمة القطار ” مبرمج” على فصل الصيف وفي عربات اخر القطار وفق برد سيبريا القارص.
أما حال العربات من الخارج والداخل فيغري بصورة تذكارية تحيلك على قطارات افلام نهاية الثمانينيات في بعض البلدان الأوربية .
خلال أيام العواشر الأخيرة ، اعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية ، عن حملة من أجل تسهيل اقتناء تذاكر السفر قبل يوم عيد الاضحى ، بالفعل تم فتح بعض ” الريدوات” في محطات القطار وتم حشد المسافرين أمامها في ظروف غير إنسانية تماما ،بينما ظلت إمكان اقتناء تذاكر السفر الرئيسية فارغة الا من بعض المسافرين ، وإذا سألت عن السبب يقولون لك “باغي تسافر الأن قطع هنا باغي تسافر غدا سير لهيها” في إشارة” لريدو”.
وقبل الختام ،لابد من الإشارة إلى محلات الاكل والقهاوي معظمها مقفل بسبب تعجيزات المكتب الوطني للسكك الحديدية ، وان وجدتها مفتوحة فأسعارها تعادل اسعار المطارات الدولية.
دون أن ننسى غياب وسائل نقل خارج محطات القطار خاصة في الليل .