حين يُلغى حفل توقيع بسب التدافع ووقوع حالات إغماء بين صفوف المراهقين والشّباب من الجنسين الذين جاؤوا بالمئات إلى معرض الرباط لاقتناء روايات الكاتب السعودي ” أسامة المسلم ” المثيرة للجدل ، فاُعلم أن القراءة لازالت بخير ، وأنّ الكتابة الموجّهة لهذه الفئة العمرية تحتاج فقط إلى الإطاحة بالشّكل التعبيري الكلاسيكي للرواية ، وتعويضه بقليل من الفنتازيا على غرار روايات ” هاري بوتر ” الإنجليزية التي حققت رقما قياسيا في القراءة والأرباح .
اضطرت فعاليات امن المعرض الدولي للنشر والكتاب ، أمس السبت، إلى إيقاف مراسم حفل توقيع الكاتب والروائي أسامة المسلم، بسبب الإقبال الجماهيري كبير والذي فاق التوقعات، وتسبب بحالات تدافع وإغماء.
الرواي السعودي المسلم علق على الحدث في فيديو مصور بثه عبر حسابه على منصة “إنستغرام”، بالتأكيد على أن مغادرته للمعرض كانت بطلب من قوات الأمن حفاظاً على سلامة المواطنين، مشيرا إلى أنه كان مستعدًا للجلوس حتى الليل لإكمال حفل التوقيع، وفق قوله.
يعد الكاتب السعودي الشاب أسامة مسلم واحدًا من أبرز الأصوات الأدبية التي تبرز في عالم الرواية العربية المعاصرة، حيث استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا واسعًا بفضل خياله الجامح وقدرته على سرد القصص بأسلوب فريد ومميز.
حيث تألق مسلم بشكل خاص من خلال سلسلته الخماسية “بساتين عربستان”،والتي نقل القارئ من خلالها إلى عوالم سحرية مليئة بالشخصيات المعقدة والأحداث المثيرة، مما جعلها تحفة فنية في عالم الخيال العربي. يمتزج في هذه السلسلة بين الواقعية التاريخية والخيال ببراعة، محافظًا على أصالة العادات العربية مع إضافة لمسات فانتازية ساحرة.
ولكن ليس هذا فقط، بل تجاوز مسلم هذا العالم ليبدع في خلق عوالم روائية أخرى مثل “خوف” و”هذا ما حدث معي” و”عصبة الشياطين”، محافظًا في كل منها على جاذبية القصة وتعقيد الشخصيات. يستطيع مسلم ببراعة جذب القارئ وجعله متشوقًا لمعرفة تفاصيل تلك العوالم الساحرة.
يُعتبر أسامة مسلم بلا شك “ظاهرة أدبية متميزة” في عالم الرواية العربية المعاصرة، ويستحق الاهتمام والاحترام لما قدمه من أفكار وأساليب إبداعية تخطت الحدود الجغرافية والزمان.