شكلت خيارات واستراتيجيات الترجمة إلى الفرنسية محور ندوة عقدت، اليوم الجمعة، بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، بمبادرة من الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة.
وشكلت هذه الندوة، التي أدارتها محاضرة الأدب في الجامعة متعددة التخصصات “Hauts-de-France”، لين أمسليم، فرصة للتفكير في التغريب في الأدب العلمي الناطق باللغة الفرنسية.
وأشارت السيدة أمسليم، في ذات السياق، نقلا عن المنظر الأمريكي للترجمة، لورانس فينوتي، إلى أن “التدجين والتغريب يتناولان مسألة مدى استيعاب الترجمة للنص الأجنبي في لغة وثقافة الترجمة، وبأية معايير بقدر ما يدل على اختلاف هذا النص”.
ولفتت، مستشهدة باستنتاجات فينوتي، إلى أن الترجمة هي عملية “تقوم على البحث عن أوجه التشابه بين اللغات والثقافات (…)، لكن ذلك يتم فقط لأن الترجمة تواجه باستمرار أوجه اختلاف”، مضيفة أن النص المترجم ينبغي أن يكون هو المكان الذي تظهر فيه ثقافة مختلفة، حيث يلمح القارئ ثقافة أخرى.
واعتبرت المتحدثة أن الأمر يتعلق بإيجاد توازن من أجل ترك مجال للثقافة الأجنبية في الترجمة، مسجلة أن هذا التمرين يمكن من الدخول في صدى “وثيق للغاية” مع إبداع المؤلف وعمله.
من جهته، أكد مدير مكتب تنسيق التعريب، عبد الفتاح الحجمري، على أهمية موضوع هذا اللقاء، مشددا على أن اختبار التغريب مفهوم مهم في مجال الترجمة الحديثة والمعاصرة.
وأشار إلى أن هذا المفهوم يتطرق إلى العديد من الأسئلة المرتبطة باختبار اللغة، واستقبال اللغة الأجنبية، وكذ اللغة الأصل، مضيفا أنه يسمح أيضا بالتفكير في مسألة الترجمة من جميع جوانبها.
يشار إلى أن الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة هي هيئة تابعة لأكاديمية المملكة المغربية، مهمتها النهوض بأعمال الترجمة، في المغرب وخارجه، بين العربية أو الأمازيغية واللغات الأخرى.
وتختص الهيئة بشكل أساسي في ترجمة المراجع والدراسات والأبحاث العلمية في مختلف المجالات العلمية والفكرية والثقافية، وكذا والتراثية والحضارية. كما تسهر على تشجيع البحث العلمي في قضايا دراسات الترجمة وتطبيقاتها، بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات المتخصصة في الموضوع سواء الوطنية أو الأجنبية.