على بعد سنة و نصف من الانتخابات : هل الحكومة قادرة على الوفاء بوعدها ؟

في مشهد سياسي يتسم بالتحديات المعقدة، تبرز حكومة أخنوش أمام اختبارات دقيقة يتطلب منها تحقيق أهداف طموحة تتجاوز في كثير من الأحيان الإمكانياتها المتاحة. فعلى الرغم من ما نراه ونسمعه في مختلف وسائل الإعلام حول الانجازات  في مجالات الاقتصاد والتنمية، تبقى تساؤلات مشروعة حول قدرة الحكومة على تحقيق ما تطرحه من آمال وطموحات للمستقبل.

 

إن الحكومة الحالية تعمل في سياق يعج بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. بينما تضع أمامها أهدافًا كبيرة مثل تطوير البنية التحتية، تحفيز الاستثمار، ومكافحة البطالة الى غير ذلك، حيث يظل الواقع الاقتصادي يفرض تحديات قد تكون أكبر من توقعاتها. فالمغرب، في الوقت الذي يسعى فيه للتحديث الاقتصادي، يعاني من مشكلات مزمنة مثل البطالة المرتفعة، والفوارق الاجتماعية، ونقص الموارد الطبيعية في العديد من المناطق. و في ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب تحديد ما إذا كانت الطموحات المعلن عنها سواءا قبل او بعد انتخابات 2021, قادرة على التحقق أم أنها مجرد وعود يصعب الوفاء بها.

 

وإذا كانت الحكومة تسعى إلى رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، فإن الوضع الحالي يفرض تحديات صعبة. على سبيل المثال، التضخم و آثاره العميقة على المواطنين، حيث قد أسهم في خلق فجوة كبيرة والتي يعاني منها العديد من الاسر خصوصا دوي الدخل المحدود. كما أن الوضع البيئي، المتمثل في شح المياه والتغيرات المناخية، يضع تحديات إضافية أمام الحكومة، مما يجعل تحقيق التنمية المستدامة هدفًا بعيد المنال.

 

لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: هل ينبغي على الحكومة أن تكون أكثر واقعية في حوارها مع المواطنين وكذلك في تحديد أهدافها؟ يبدو أن الإجابة تكمن في التوازن بين الطموح والواقع. فحكومة اخنوش التي تضع أهدافًا طموحة قد تحفز قطاعات مختلفة على العمل الجاد، لكن يجب أن يكون هذا الطموح مرفوقًا بخطط قابلة للتنفيذ، وبرؤية استراتيجية تأخذ في الاعتبار جميع التحديات التي قد تعترض طريق التنفيذ.

 

إن القدرة على تحقيق الأهداف الكبيرة لا تعتمد فقط على النوايا او الخطابات المتكررة، أو التطلعات المستقبلية، بل على قدرتها على استيعاب الواقع المتغير واتخاذ قرارات فعالة في اللحظات الحاسمة. فالتحديات التي يواجهها المغرب، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، تتطلب إصلاحات شاملة تتجاوز مجرد الكلام إلى أفعال دقيقة و ملموسة. كما عليها ايضا أن تدرك أن المسار نحو التغيير لا يتم عبر إعلانات طموحة فحسب، بل من خلال تطبيق سياسات عملية تأخذ في الاعتبار كل المعوقات التي قد تحول دون تحقيق اهدافها.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة